30/10/2016 - 14:50

عن تأثير الموسيقى الصحي على الدماغ والجسد

يرتبط مدى رغبة الإنسان في الاستماع إلى الموسيقى بشكل مباشر بحالته النفسية والجسدية، حيث أنها تقضي أحيانًا على بعض المشاعر السلبية، وتخلقها أو تعززها أحيانا أخرى، هذا بخلاف التأثير السلبي المؤكد على العقل والأعصاب، حيث تعمل على زيادة ذبذبا

عن تأثير الموسيقى الصحي على الدماغ والجسد

يرتبط مدى رغبة الإنسان في الاستماع إلى الموسيقى بشكل مباشر بحالته النفسية والجسدية، حيث أنها تقضي أحيانًا على بعض المشاعر السلبية، وتخلقها أو تعززها أحيانا أخرى، هذا بخلاف التأثير السلبي المؤكد على العقل والأعصاب، حيث تعمل على زيادة ذبذبات الدماغ لدى الإنسان. وبالتالي، تزيد من فرص التعرض للضغوط والمشاعر السلبية، كما أنها تصيب الجهاز العصبي المركزي بالخلل، وكذلك تصيب ملفات التذكر والفهم في الدماغ نتيجة التأثير الذي تحدثه على ذبذبات تسمى “ألفا”، وهي تتعلق بحالة التذكر والتعلم لدى الإنسان، بالإضافة إلى قدرتها على تدمير خلايا العقل الخاصة بالمهارات الشخصية للفرد، وبالتالي يفتقد الفرد قدرته على تطوير ذاته، ويعجز عن القيام بمهامه اليومية.

وبحسب دراسة أميركية أجراها أطباء من جامعة ستانفورد، تبين أن التأثيرات الإيجابية للموسيقى، لا سيما الصاخبة، أقل كثيرًا من تأثيراتها السلبية التي تصيب العقل والأعصاب، حيث تعمل الموسيقى، وفقًا للدراسة، على زيادة شعور الإنسان بالآلام الموجودة بالجسد، كما تزيد من فرص اضطرابات ضغط الدم، لأنها توجه مباشرة إلى الخلايا العصبية الموجودة بالدماغ، ومن ثم يصاب الإنسان بالأمراض التي تتعلق كثيرًا بشعور الفرد بالراحة، مثل ضغط الدم، وبما أنها تحتوي على ارتعاش موسيقي، فإن ذلك يجعل أعمال العقل غير مستقرة أثناء وبعد الاستماع إليها، كما أنها تفتح مسام الجسم بصورة أعمق، وبشكل يمنح البكتيريا فرصًا لاختراق الجسد، الأمر الذي يؤشر للإصابة بأمراض كثيرة ومتعددة.

وعن التأثيرات السلبية للموسيقى على الجهاز العصبي للإنسان، يقول استشاري الصحة النفسية والعصبية، د. أحمد فوزي: 'تزيد الموسيقى من مستويات ذبذبات الدماغ، نتيجة احتوائها على ترددات عالية، الأمر الذي يشعر الإنسان بالنشاط الزائد ويدفعه للحركة الدائمة، وبصورة غير محسوبة، بل وتزيد لديهم الرغبة في القيام بأعمال عنيفة، قد تعرض حياتهم للخطر، مما ينعكس على حيوية الجهاز العصبي، كما أنها تزيد من فرص شعور الإنسان بالكآبة والقلق، حيث تتوجه بشكل مباشر إلى ذبذبات “ألفا”، وهي إحدى الذبذبات التي تصدر من الدماغ، وتتعلق بحالة الاسترخاء والتأمل عند الإنسان، ومن ثم تفقده الشعور بالراحة والسعادة، كما أنها تعزز لديه الشعور بالقلق والحزن العميق، لكونها تؤثر أيضًا على ذبذبات دلتا، وهي نوع آخر من ذبذبات الدماغ التي تظهر منذ الصغر لدى الأطفال، وتستمر معه لسنوات طويلة، لذلك يظل تأثيرها على الإنسان قويًا.

وأضاف فوزي: الموسيقى، لا سيما الصاخبة، تحدث أثرًا تخريبيًا على الأعصاب، حيث تجهد الخلايا العصبية الموجودة بالدماغ، والمسؤولة بدورها عن توجيه الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي يكون الإنسان الذي يستمع للموسيقى بشكل عام والصاخبة خاصة، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، مثل التوتر والقلق والكآبة، بصورة قد تدفعه أحيانًا إلى الانتحار، كما أن الارتعاش الصوتي الذي تضمنه الموسيقى، ينمّي لدى الإنسان شعورًا بعدم استقراره النفسي، حيث يشعر باضطرابات تصيب الجهاز العصبي والخلايا العصبية ببقية أجزاء الجسم، لذلك يتعرض للتغيير المزاجي والنفسي بصورة متكررة على مدار اليوم الواحد.

من جهته، يشير أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة أسيوط، د. ناجح الجمال، إلى أن التجارب التي استعانت بها الدراسة الأميركية، كانت جميعها لأشخاص كثير ما عانوا من الصداع المزمن والمتاعب العصبية؛ ومع تحليل الأسباب، تبين أن العامل المشترك بين جميع الحالات، هو كثرة استماعهم للموسيقى الصاخبة، التي تلعب دورًا حيويًا في إضعاف وتلف خلايا الدماغ، الأمر الذي يسبب الإصابة بالصداع المزمن، كما أن الغناء أيضًا يؤدي إلى النتيجة ذاتها، خاصة إذا تم بصورة متكررة وبإمعان، كما أنها تتسبب في تصبب الإنسان عرقًا، الأمر الذي يصبح مؤشرًا قويًا للإصابة ببعض الأمراض العضوية، وكذلك تقوم الموسيقى بتدمير ذبذبات “بيتا”، وهي النوع الثالث من ذبذبات الدماغ المتعلقة بقدرات العقل في التحليل والتفكير، حيث تقوم الموسيقى برفع مستويات تردد هذا النوع، ومن ثم تكون فرص تعرض الإنسان للتخلف العقلي أكبر، بالمقارنة بغيره ممن لا يستمعون للموسيقى أو الأغاني الصاخبة، كما أن احتمالية توقف العقل عن أداء مهامه بصورة طبيعية تصبح مؤكدة، مع مرور الوقت، لا سيما أن هناك خلايا تتضمنها الدماغ سرعان ما تتأثر بالهزات الدماغية التي يتعرض لها الإنسان، مثل تلك التي تحدثها الموسيقى.

ويوضح الجمال، أن الموسيقى تقوم أيضًا بتدمير ملفات المعلومات الموجودة بالدماغ، كما تؤثر سلبًا على خلايا الذاكرة المؤقتة وطويلة المدى، وبالتالي تسرع من عملية إصابة الإنسان بمرض الزهايمر، وكذلك تعمل على زيادة شعور الإنسان بآلام الأمراض العضوية، لأنها تجعل العقل بحالة صحية غير جيدة، ما يعيق توجيه إشاراته المسؤولة عن عملية الشفاء نحو أعضاء الجسد المصابة، كما تضاعف الأوقات اللازمة لشفاء الإنسان من مرض ما، ويصل التأثير السلبي للموسيقى أيضًا إلى إحداث اضطراب قوي في أدمغة الأجنة قبل ولادتهم، محذرا المرأة الحامل من الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة والأغاني الرنانة كثيًرا، كونها تزيد من فرص إصابة الجنين بالصمم، لأنها تتوجه مباشرة إلى خلايا السمع الموجودة بدماغه، فتسبب له ضعف السمع.

اقرأ/ي أيضًا | التعب النفسي قد يضر بفوائد الأكل الصحي

التعليقات