07/12/2016 - 12:38

"ستيفيا" بديل السكر... تنافس زراعة القهوة والشاي

وستيفيا هي نبتة شبه استوائية موجودة في الأصل في بعض مناطق قارة أميركا اللاتينية، ومعروفة بمزاياها الغذائية، حيث تشكل بديلا للسكر الطبيعي.

(رويترز)

تنافس نبتة "ستيفيا"، الوافد جديد إلى بوروندي، زراعة الشاي والقهوة، ويساعد من يعانون من أمراض عدة.

وستيفيا هي نبتة شبه استوائية موجودة في الأصل في بعض مناطق قارة أميركا اللاتينية، ومعروفة بمزاياها الغذائية، حيث تشكل بديلا للسكر الطبيعي.

وعقب مرحلة تجريبية دامت 4 سنوات بداية من أواخر 2012، في مساحات خاضعة لمراقبة وزارة الزراعة البوروندية، قررت الوزارة، مؤخرا، تعميم زراعة هذه النبتة من خلال السماح لصغار المزارعين بزراعتها.

وفي الماضي، أسندت الوزارة ترخيصا إلى مؤسّسة "ستيفكو" لتطوير البذور وبيع نباتات "ستيفيا" للمزارعين في هذا البلد الواقع وسط القارة السمراء، ويتجاوز عدد سكانه 11 مليون نسمة.

ولاقى قرار تعميم زارعة "ستيفيا" ترحيبا من قبل البورونديين، خصوصا ممن يعانون من مرض السكري، ويتطلعون إلى طرح مستخلص أو مادّة التحلية الطبيعية "ستيفيول" المشتقة من هذه النبتة في الأسواق.

تلك النبتة، بحسب فابيان غاهونغو، وهو خبير زراعي في مؤسسة "ستيفكو"، "تنتمي إلى فصيلة أستريراسيكاي، وتحمل أوراقها أسرارا ومنافع كثيرة".

وأوضح غاهونغو أن "مستخلص ستيفيا يعتبر أكثر فاعلية بـ 300 مرة من السكر العادي، وهو خال تماما من أي تأثيرات جانبية ربما تنجم عنها أضرار صحية".

وأضاف أن هذا "المستخلص يساعد على مكافحة ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني، والسمنة، ويقي من تسوّس الأسنان وأمراض البنكرياس، كما يحتوي على فيتاميني (A) و(C)، والزنك والبروتين والبوتاسيوم والحديد".

أصول هذه النبتة، وفق الخبير الزراعي البوروندي، "تعود إلى غابات المناطق الاستوائية في أميركا اللاتينية، إضافة إلى عدد من بلدان أمريكا الوسطى والشرق الأقصى وكندا والصين وكوريا واليابان وإنجلترا... وفي أفريقيا تنتشر ستيفيا في كل من تنزانيا ورواندا وكينيا والجزائر والمغرب".

وأوضح أنها "تفضل المناخ شبه الجالف، ويتراوح طولها بين 60 سم ومتر واحد، وتناهز الطاقة الإنتاجية لأوراق ستيفيا في الهكتار الواحد (يساوي 10 آلاف متر مربع)، 3 أطنان".

وخلال العامين المقبلين، تعتزم بوروندي إنتاج نحو 6 آلاف طن من أوراق "ستيفيا" المجففة.

وبحسب الخبير الزراعي، فإن "السلطات تعتزم إنشاء مصنع لتحويل أوراق ستيفيا إلى مادة للتحلية ومشتقات أخرى في مدينة موارو (وسط) بتكلفة 17 مليون دولار".

وبات هذا المجال الواعد يجذب العديد من المزارعين البورونديين، حيث خصصوا مساحات من أراضيهم لزراعة ستيفيا، باعتبارها وسيلة لتنويع الإنتاج وتحقيق المزيد من المكاسب، وفق شهادات متفرقة لعدد من المزارعين.

وقال المزارع جيريمي ندينزيمنشي: "خصصت قطعة أرض لهذه الزراعة؛ لأنني على يقين بأن ظروف عائلتي المعيشية ستتحسن بفضل مداخيل القهوة والشاي وستيفيا أيضا".

وبدوره، يرى المزارع سيرياك، المنحدر من المنطقة نفسها، أن "هذا المشروع مفيد للغاية لصغار المزارعين".

انجذاب المزارعين إلى نبتة "ستيفيا" يعود إلى الطلب المكثف على هذه المادة في الأسواق، خصوصا من قبل الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض أخرى.

أحد هؤلاء المرضى، ويدعى غابريال نديكومانا (60 عاما)، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم، قال: "اليوم، بإمكاني احتساء الشاي دون أن تساورني المخاوف بشأن العواقب الخطيرة للسكر الطبيعي".

التعليقات