تزداد شعبية الأنماط الغذائية النباتية عالمياً بفضل فوائدها الصحية والجانب البيئي والأخلاقي الذي يقدّره لها الكثيرون من حيث الرفق بالحيوان وعدم التسبب بالانبعاثات الجوية الضارة أو استهلاك الموارد المائية والنباتية.
أنواع الأنماط الغذائية النباتية الأشهر
تتميز الأنماط الغذائية النباتية بالاستغناء عن تناول اللحوم ومشتقات الحليب والبيض في الحمية الغذائية، إلا أن هناك العديد من الفوارق بين نمطي الغذاء:
النمط النباتي Vegetarian
يستثني متبعو هذا النمط الغذائي تناول الأسماك واللحوم من حميتهم الغذائية ويمكن أن تكون الأسباب التي تدفعهم لاتباع هذا النظام متنوعة بما في ذلك الأسباب الصحية والأخلاقية والبيئية.
النمط النباتي Vegan
يستثني هذا النظام الغذائي وأسلوب الحياة كل المنتجات الحيوانية بما في ذلك البيض والعسل وأي مكونات حيوانية. يفضل النباتيون هذا النمط لأسباب أخلاقية بالدرجة الأولى ويحاولون تلافي استغلال الحيوانات وتقليل البصمة الكربونية الناتجة عنهم قدر المستطاع.
الفوائد الصحية لاتباع نمط الغذاء النباتي
النظام الغذائي النباتي غني بالعناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم
عادة ما تتميز أنماط الغذاء النباتية بأنها غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي يتم الحصول عليها من الفواكه والخضروات والبقوليات والبذور والمكسرات. كل هذه الأصناف الغذائية تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المهمة والأساسية للصحة المثالية.
النمط الغذائي النباتي يقلل احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة
أثبتت الدراسات أن الأنماط الغذائية النباتية ترتبط بتقليص فرص الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان. كما يمكن أن يساهم استهلاك كميات أقل من الدهون المشبعة والكولسترول في لعب دور أساسي في تحسين الصحة العامة.
النمط الغذائي النباتي يساهم في التحكم بالوزن
عادة ما تتضمن الأنماط الغذائية النباتية عدداً أقل من السعرات الحرارية مما يساعد في ثبات الوزن الصحي. يساعد محتوى هذه الأنظمة الغذائية العالي من الألياف بالشعور بالشبع ويقلل احتمال الإفراط بالسعرات الحرارية بالرغم من المحتوى العالي من الكربوهيدرات.
بالإضافة إلى ذلك فالعديد من المنتجات التي تباع تحت تصنيف منتجات نباتية أو عضوية تحتوي على مكونات مكررة بشكل كثيف ومضرة بالصحة بما في ذلك بعض أنواع السكر ذات التسميات الغريبة للمستهلك بهدف تضليله.
النمط الغذائي النباتي يساعد على تحسين مستوى الكولسترول وضغط الدم
عادة ما تميل الحميات الغذائية النباتية إلى أن تكون منخفضة المحتوى من الدهون المشبعة مما يساعد في تقليل الكولسترول والمحافظة على ضغط الدم الصحي.
الأخطار الغذائية المرافقة لاتباع الأنماط الغذائية النباتية
بالرغم من الفوائد العديدة التي تترافق مع الأنماط الغذائية النباتية فإنها تحمل معها احتمال الإصابة بنقص بعض العناصر الغذائية، وفي ما يلي بعض النقاط الصحية التي يجب على الأشخاص النباتيين الانتباه إليها:
نقص فيتامين B12
يعتبر فيتامين B12 مهماً جداً للأعصاب والجهاز العصبي ككل ولتشكيل خلايا الدم الحمراء. يعتبر الأشخاص النباتيون أكثر عرضة لعوز فيتامين B12 حيث أنه يوجد فقط في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والسمك ومشتقات الألبان والبيض. لهذا السبب ينصح النباتيون بتناول متممات هذا الفيتامين أو الأطعمة المدعمة به.
عوز الحديد
يعتبر حديد الدم الذي يحصل عليه الجسم من المصادر الحيوانية أفضل من الحديد الذي يتم الحصول عليه من المصادر النباتية. وعلى الأشخاص النباتيين التأكد من أنهم ينالون القسط الكافي من الحديد ضمن نظامهم الغذائي من البقول والمكسرات والبذور كما يفضل أن يترافق استهلاك هذه الأصناف مع فيتامين C كما ينصح بإجراء التحاليل الدورية للتأكد من عدم الإصابة بعوز الحديد.
عوز الكالسيوم
بما أن مشتقات الألبان مستثناة من الحمية الغذائية النباتية فمن المهم استهلاك أصناف الطعام التي تعتبر من مصادر الكالسيوم مثل الطحينة والخضروات الورقية ومشروبات الخضروات المدعمة بالكالسيوم. بالإضافة إلى ذلك فالنشاط البدني يمكن أن يساعد في احتفاظ الجسم بالكالسيوم كما أن تناول الكمية المناسبة من فيتامين D يمكن أن يساعد في تثبيت الكالسيوم في العظام.
عوز البروتين
من المهم تناول مجموعة متنوعة من أصناف الطعام النباتية الغنية بالبروتين مثل الخضروات والتوفو والمكسرات والبذور وذلك بهدف الحصول على متطلبات الجسم من البروتين.
عوز أوميغا 3
هناك خطورة أكبر للإصابة بعوز أوميغا 3 المطول الذي يتطلب تناول متممات غذائية خاصة للشفاء منه.
ما هي البدائل والأصناف التي يمكن تناولها لتعويض النقص الغذائي ضمن الحمية الغذائية النباتية؟
المتممات الغذائية والدوائية
من المهم أن يحافظ الأشخاص النباتيون على صحة أجسامهم عبر التأكد من عدم وجود حالة نقص أو عوز لأي من العناصر والمعادن والفيتامينات التي يعتمد الإنسان على المصادر الحيوانية عادة للحصول عليها. يمكن تناول بعض أنواع المتممات الغذائية دون الحاجة لوصفة طبية أو لإجراء تحليل مختبري مثل أوميغا 3 وزيت السمك، أما الحديد والكالسيوم وفيتامين D وفيتامين B12 فيتوجب على الشخص التأكد من حاجته لمتمماتها قبل تناولها.
بالطبع بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون هذا النظام الغذائي لدافع أخلاقي فقد تكون هناك مشكلة تجاه تناول المتممات المستخرجة من مصادر حيوانية.
الأطعمة المدعمة
من الصحيح أن العديد من المأكولات المخصصة للنباتيين تعتبر من الأطعمة المعالجة أو المكررة، إلا أن هذه الأصناف عادة ما تتضمن فائدة بالمقابل هي التدعيم ببعض العناصر الغذائية التي يعرف أن النباتيين يفتقدون لها مثل العناصر المذكورة في الفقرة السابقة.
عادة ما تكون أصناف الحليب النباتي التجارية، على سبيل المثال، مدعمة بالكالسيوم وفيتامين D، بينما تكون بدائل اللحوم مدعمة بالحديد وفيتامين B12.
الاعتماد على الأطعمة النباتية الغنية بالعناصر التي عادة ما توجد في المصادر الحيوانية
من الصحيح أن بعض العناصر الغذائية تتوفر بشكل أفضل نوعاً أو كماً في المصادر الحيوانية مثل الحديد والبروتين، إلا أنه يمكن للنباتيين محاولة الحصول على هذه العناصر من المصادر النباتية مثل السبانخ والبقوليات والبذور.
التعليقات