26/05/2025 - 09:29

تقرير: نصف مليار شاب مهددون بالسمنة بحلول 2030

قدّر التقرير أن عدد المراهقين المصابين بزيادة الوزن أو السمنة ارتفع منذ عام 2015 بنحو 143 مليون حالة، ليصل إلى 340 مليونًا اليوم، ومن المتوقع أن يبلغ 464 مليونًا في أقل من خمس سنوات...

تقرير: نصف مليار شاب مهددون بالسمنة بحلول 2030

حذّرت لجنة الصحة العالمية التابعة لمجلة "ذا لانسيت" من أنّ العالم يقترب من نقطة انهيار صحي غير مسبوقة، مع توقّعات بأن يتجاوز عدد الشباب المصابين بالسمنة نصف مليار شخص بحلول عام 2030، في أزمة تُعدّ من أخطر التهديدات للصحة العامة في القرن الحادي والعشرين.

وجاء في التقرير الذي صدر هذا الأسبوع، أنّ السمنة بين المراهقين تسجّل معدلات قياسية تتجاوز المشكلات التقليدية مثل التدخين وتعاطي الكحول، وأنّ الأجيال الشابة باتت أكثر عرضة لمجموعة من المخاطر الصحية والنفسية التي تتفاقم بوتيرة سريعة، مدفوعة بأنماط حياة غير صحية، وتغيرات بيئية، وتأثيرات اقتصادية واجتماعية عميقة.

وقدّر التقرير أن عدد المراهقين المصابين بزيادة الوزن أو السمنة ارتفع منذ عام 2015 بنحو 143 مليون حالة، ليصل إلى 340 مليونًا اليوم، ومن المتوقع أن يبلغ 464 مليونًا في أقل من خمس سنوات.

وأشارت البيانات إلى أنّ هذه الزيادة لم تقتصر على دول الشمال الصناعي فحسب، بل شملت بلدانًا نامية في أفريقيا وآسيا، حيث شهدت بعض المناطق ارتفاعًا يصل إلى ثمانية أضعاف في معدلات السمنة بين المراهقين، وهو ما يعكس تحولات عميقة في النظم الغذائية ونمط العيش حول العالم.

وأوضح التقرير أن السمنة لا تأتي بمفردها، بل تتزامن مع تدهور مقلق في الصحة النفسية. فبحسب اللجنة، شهدت العقود الثلاثة الماضية تراجعًا كبيرًا في المؤشرات النفسية لدى المراهقين، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، التي عمّقت العزلة والقلق والاكتئاب بين أوساط الشباب.

وفي حين لوحظ تحسن في بعض المؤشرات مثل انخفاض تعاطي التبغ وزيادة نسب التعليم، إلا أن السمنة والاضطرابات النفسية باتت تتصدّر سلم المخاطر الصحية لدى هذه الفئة العمرية.

ورأى معدّو التقرير أن جذور الأزمة متعددة، أبرزها أنماط الحياة الخاملة التي تكرّست مع التحول الرقمي الكبير، إذ يقضي المراهقون ساعات طويلة أمام الشاشات على حساب النشاط البدني، إلى جانب الاعتماد المتزايد على الأغذية المصنّعة والوجبات السريعة، وتراجع الأنظمة الغذائية التقليدية.

كما لعبت التغيرات المناخية والنزاعات الجيوسياسية دورًا غير مباشر في زيادة الضغط النفسي وغياب الأمان الغذائي في بعض المناطق.

ودعت اللجنة إلى "تحرّك عالمي عاجل" يعيد الاستثمار في صحة المراهقين باعتبارها أولوية ملحّة، من خلال سياسات تعزّز النشاط البدني في المدارس والمجتمعات، وتدعم الغذاء الصحي، وتقدّم خدمات الصحة النفسية بوصفها جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية، لا ترفًا. كما شدّدت على أهمية توظيف التكنولوجيا ليس فقط كأداة ترفيه، بل كوسيلة لتعزيز التعلم والصحة الرقمية الهادفة.

وختم التقرير بتحذير صارم: "إذا لم تُتّخذ إجراءات جذرية الآن، فإنّ جيلًا كاملًا من الشباب قد يُدفع إلى مسار صحي مدمر ستكون كلفته البشرية والاقتصادية أكبر مما يمكن للعالم تحمّله".

التعليقات