01/06/2025 - 11:37

وشم إلكتروني على الجبهة: اختراع جديد يراقب الإجهاد العقلي في الوظائف عالية الضغط

إن الباحثين يرون في هذا الابتكار بداية لجيل جديد من الأجهزة التي تجمع بين الطب، والتكنولوجيا، وعلوم الأعصاب، لخدمة الإنسان في أكثر لحظاته ضعفًا أو توترًا...

وشم إلكتروني على الجبهة: اختراع جديد يراقب الإجهاد العقلي في الوظائف عالية الضغط

تتبع موجات الدماغ - دكتور. نانشو لو (منصة إكس)

في ابتكار علمي جديد قد يغيّر طريقة مراقبة الصحة الذهنية في أماكن العمل الحساسة، طوّر فريق من الباحثين جهازًا فريدًا يُعرف باسم "الوشم الإلكتروني"، وهو أداة مرنة تُوضع على الجبهة بهدف تتبّع مستويات الإجهاد العقلي والنشاط الذهني لدى المستخدمين.

ويعدّ هذا الاختراع جزءًا من التقدّم المتسارع في تكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء، ويستهدف تحسين أداء الأفراد العاملين في بيئات تتطلب تركيزًا عاليًا واتخاذ قرارات مصيرية في لحظات قصيرة.

ويعتمد الجهاز الجديد على مستشعرات دقيقة ورفيعة، تشبه الوشم المؤقت في شكلها، يتم تثبيتها على الجبهة بشكل مباشر.

وتقوم هذه المستشعرات بجمع بيانات تتعلق بالنشاط الكهربائي للدماغ (EEG) وكذلك بحركات العين (EOG)، ما يسمح برصد حالة التركيز والإجهاد العقلي في الوقت الحقيقي.

ويتميّز الجهاز بخفة وزنه، وعدم حاجته إلى أسلاك أو أجهزة كبيرة، مما يجعله سهل الاستخدام وغير مزعج خلال فترات العمل الطويلة.

ووفقًا للباحثين، فإن هذا الابتكار يُعدّ مثاليًا لمهنيين يعملون تحت ضغوط نفسية وعقلية شديدة، مثل الطيارين ومراقبي الحركة الجوية، والأطباء في غرف الطوارئ، ومشغلي الطائرات بدون طيار، والعاملين في مراكز الطوارئ والاتصالات.

فخلال أداء هذه المهام الدقيقة، قد تؤثر لحظة من التشتّت أو الإرهاق الذهني على الأرواح والممتلكات، ما يجعل مراقبة الحالة الذهنية مسألة حيوية تتجاوز مجرد الرفاهية.

ويتيح "الوشم الإلكتروني" مراقبة لحظية لأي ارتفاع في مستويات الضغط العقلي، حيث يمكن أن يُبرمج الجهاز لإرسال تنبيهات تساعد الشخص أو المسؤولين في اتخاذ إجراءات سريعة، كتغيير المهام أو منح فترات استراحة، مما يُقلّل من احتمالات الخطأ أو التدهور في الأداء.

كما أن البيانات المجموعة يمكن تحليلها لاحقًا لتحسين برامج التدريب والتأهيل، وضمان جاهزية الأفراد قبل توليهم مهامًا حرجة.

لكن هذا النوع من الأجهزة لا يخلو من التحديات. فجمع بيانات عصبية دقيقة يثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية، ويفتح نقاشًا حول من يمتلك حق الوصول إلى هذه المعلومات، وكيفية استخدامها، خاصة في بيئات العمل التي قد تُستخدم فيها مثل هذه البيانات في التقييم أو المساءلة. كما أن إدماج هذه التكنولوجيا الجديدة في القطاعات المختلفة يتطلب موافقات تنظيمية ومعايير أخلاقية صارمة.

مع ذلك، فإن الباحثين يرون في هذا الابتكار بداية لجيل جديد من الأجهزة التي تجمع بين الطب، والتكنولوجيا، وعلوم الأعصاب، لخدمة الإنسان في أكثر لحظاته ضعفًا أو توترًا. وإذا تم اعتماده على نطاق واسع، فقد يصبح "الوشم الإلكتروني" أداة لا غنى عنها لضمان الكفاءة، والسلامة، والعافية الذهنية في أماكن العمل الأكثر حساسية حول العالم.

التعليقات