كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد أن التعرض لجسيمات الدخان الدقيقة الناتجة عن حرائق الغابات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية في القلب والرئتين تمتد لأسابيع، بل وحتى أشهر، بعد انتهاء الحريق.
وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تُقيّم التأثيرات الصحية متوسطة المدى لدخان حرائق الغابات على جميع أنواع الأمراض القلبية والتنفسية الرئيسية.
وأظهرت النتائج أن التعرض لجسيمات PM2.5، وهي جسيمات دقيقة يمكن أن تخترق عمق الرئتين وتدخل مجرى الدم، مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، وحتى الوفاة، وذلك حتى ثلاثة أشهر بعد انتهاء الحريق.
ويُعتبر هذا الاكتشاف مهمًا، حيث كانت الدراسات السابقة تشير إلى أن التأثيرات الصحية لدخان الحرائق تقتصر على الأيام القليلة التي تلي الحريق.
وأشارت الدراسة إلى أن التأثيرات كانت أكثر وضوحًا في الأحياء التي تحتوي على نسبة أكبر من الغطاء النباتي أو تلك التي تعاني من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، مثل انخفاض مستوى التعليم، وارتفاع معدلات البطالة، ورداءة جودة المساكن، وزيادة معدلات الفقر. كما كان الأشخاص الذين لديهم تاريخ من التدخين أكثر عرضة للتأثر بهذه الجسيمات الدقيقة.
وتُبرز هذه النتائج الحاجة إلى اتخاذ تدابير وقائية لحماية السكان من التأثيرات الصحية طويلة المدى لدخان حرائق الغابات، خاصة في المناطق المعرضة بشكل متكرر لهذه الحرائق.
ويُوصى بتطوير سياسات صحية عامة تهدف إلى تقليل التعرض لهذه الجسيمات، مثل تحسين جودة الهواء الداخلي، وتوفير مراكز إيواء مزودة بأنظمة تنقية الهواء، وزيادة الوعي العام حول المخاطر الصحية المرتبطة بدخان الحرائق.
كما تُشير الدراسة إلى أهمية تعزيز البنية التحتية الصحية في المجتمعات الضعيفة، وتوفير الموارد اللازمة لمراقبة جودة الهواء، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للأشخاص المتأثرين.
ويُعد هذا الاكتشاف دعوة للسلطات الصحية والبيئية للعمل بشكل مشترك للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ وزيادة وتيرة حرائق الغابات.
التعليقات