أعلنت شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية، الرائدة عالميًا في مجال الأدوية الخاصة بأمراض السكري والسمنة، عن إطلاق تجربة إكلينيكية جديدة لعقارها التجريبي "كاغريسيما"، في خطوة تهدف إلى تقييم فعاليته طويلة الأمد في خفض الوزن، بعد أن واجهت نتائج مخيبة للتوقعات في المراحل التجريبية السابقة.
ويُعتبر العقار جزءًا من استراتيجية الشركة لتعزيز موقعها في سوق الأدوية المخصصة لعلاج السمنة، الذي يشهد منافسة حادة من شركات كبرى أبرزها "إيلي ليلي" بعقارها الشهير "مونجارو"، ومن منتجات الشركة ذاتها مثل "ويغوفي"، الذي حقق نجاحًا تجاريًا وطبيًا كبيرًا خلال السنوات الماضية.
وكانت التجارب السابقة لـ"كاغريسيما" قد أظهرت نتائج غير مرضية على صعيد فقدان الوزن، مقارنة بتوقعات المحللين والمستثمرين، ما أدّى إلى تراجع ملحوظ في أسهم "نوفو نورديسك" وزيادة الضغوط على إدارتها العلمية والتجارية. إلا أن الشركة عادت هذا الأسبوع لتؤكد إطلاق تجربة سريرية متقدمة جديدة، تهدف إلى إعادة تقييم فعالية العقار على مدى زمني أطول.
وبحسب الشركة، فقد تم تعديل تصميم التجربة الجديدة بحيث تتجاوز الفترة الزمنية لتناول العقار ما كان معتمدًا في الدراسة السابقة، وذلك استنادًا إلى مؤشرات أولية أظهرت أن التأثير الأكبر لـ"كاغريسيما" قد يتجلّى على المدى البعيد، لا في الأسابيع الأولى من العلاج كما كان يُعتقد سابقًا.
العقار الجديد يعتمد على مزيج دوائي يجمع بين اثنين من المركّبات الفعالة: الأول يُحفّز مستقبلات GLP-1 المرتبطة بتنظيم الشهية، والثاني يُعزز من عملية التمثيل الغذائي للطاقة، وهو ما قد يُسهم في تحقيق فقدان وزن أكبر وأكثر استدامة. لكن فعالية هذا المزيج ظلت محل تساؤل بعد أن فشلت المرحلة السابقة من التجارب في إثبات تفوقه على العقاقير المنافسة.
وتسعى "نوفو نورديسك" من خلال هذه التجربة إلى تثبيت موقع "كاغريسيما" كعقار يمكنه تقديم نتائج مماثلة أو أفضل من Wegovy، مع آثار جانبية أقل ومعدلات تَحمّل أعلى من قبل المرضى.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ارتفاع غير مسبوق في الطلب العالمي على أدوية إنقاص الوزن، بعد أن بات يُنظر إلى السمنة لا كمشكلة نمط حياة فحسب، بل كمسبب رئيسي لأمراض القلب والسكري والسرطان. وتشير التقديرات إلى أن سوق الأدوية المضادة للسمنة قد يصل حجمه إلى أكثر من 100 مليار دولار خلال العقد المقبل، وهو ما يفسر شدة التنافس بين "نوفو نورديسك" و"إيلي ليلي" على وجه الخصوص.
كما تسعى "نوفو نورديسك" من خلال "كاغريسيما" إلى سد فجوة مهمة في السوق: العقاقير القادرة على تحقيق نتائج مستدامة دون الحاجة إلى جرعات أسبوعية مزعجة، أو تلك التي تتسبب في آثار جانبية مزمنة مثل الغثيان والقيء.
التعليقات