12/06/2025 - 13:08

دراسة: كيف يمكن أن تؤدّي مشروبات "الدايت" بزيادة خطر الإصابة بالسكّري؟

فسّر الباحثون هذه النتائج بأن المحليات الصناعية قد تؤثر سلبًا على بكتيريا الأمعاء الدقيقة (الميكروبيوم)، أو على استجابات الجسم للأنسولين، ما يؤدي إلى خلل تدريجي في تنظيم سكر الدم...

دراسة: كيف يمكن أن تؤدّي مشروبات

(Getty)

في تطور لافت في الأبحاث الطبية حول تأثير بدائل السكر الصناعية، كشفت دراسة أميركية حديثة أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات المحلاة صناعيًا، والمعروفة باسم "المشروبات الدايت"، قد يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حتى في حال عدم احتوائها على سكر مضاف.

ويمثل هذا الكشف ضربة إضافية لمصداقية المنتجات التي تُسوّق منذ سنوات طويلة على أنها "خيار صحي" للأشخاص الراغبين في خفض الوزن أو تجنّب السكريات.

الدراسة عُرضت هذا الأسبوع خلال مؤتمر NUTRITION 2025 السنوي للجمعية الأميركية للتغذية، ونُشرت نتائجها المبدئية في مجلة Current Developments in Nutrition.

واعتمد فريق البحث، بقيادة باحثين من جامعة ألاباما في برمنغهام، على بيانات طبية موسّعة لأكثر من 4,600 شخص ضمن دراسة CARDIA، التي تُعد واحدة من أطول الدراسات الأميركية لمتابعة صحة القلب والتمثيل الغذائي، حيث استمرت لأكثر من 30 عامًا.

ووفقًا للبيانات التي جمعتها الدراسة، سُجلت 691 حالة إصابة بالسكري من النوع الثاني خلال فترة المتابعة، وأظهرت التحليلات الإحصائية أن الذين اعتادوا تناول المشروبات المحلاة صناعياً، مثل المشروبات الغازية الخالية من السكر أو المياه المنكهة بـ"الأسبارتام" أو "السوربيتول"، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري مقارنةً بأولئك الذين لم يتناولوها بانتظام.

وقد أكّد الباحثون أنهم أخذوا في الحسبان مجموعة واسعة من العوامل المؤثرة، مثل النشاط البدني، النظام الغذائي العام، مؤشر كتلة الجسم، الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، والتدخين، ومع ذلك استمر الارتباط الإحصائي بين المشروبات الدايت وخطر الإصابة بالسكري، ما يعزز فرضية وجود تأثير مباشر أو تراكمي للمحلّيات الصناعية على عملية الأيض.

تفسير علمي معقّد.. واحتمالات مقلقة

وفسّر الباحثون هذه النتائج بأن المحليات الصناعية قد تؤثر سلبًا على بكتيريا الأمعاء الدقيقة (الميكروبيوم)، أو على استجابات الجسم للأنسولين، ما يؤدي إلى خلل تدريجي في تنظيم سكر الدم.

كما أشاروا إلى أن بعض الأفراد الذين يستهلكون هذه المشروبات ربما يُفرطون لاحقًا في تناول الطعام بسبب "شعور زائف بالأمان الغذائي"، ما يُفاقم من احتمالات الإصابة.

وعلّقت الدكتورة ميشيل كينغ، الباحثة المشاركة في الدراسة، قائلة:
"قد تكون المشروبات الدايت أقل ضررًا من المشروبات السكرية على المدى القصير، لكنها ليست خالية من التأثيرات الاستقلابية. لا ينبغي للناس أن ينخدعوا بالشعارات التسويقية، فالمحتوى الغذائي والبيولوجي أكثر تعقيدًا من مجرد عدد السعرات الحرارية."

توصيات: العودة إلى البدائل الطبيعية

ورغم أن الدراسة لا تقدّم دليلًا قاطعًا على علاقة سببية مباشرة بين المشروبات الدايت والسكري، فإنها تضع علامة استفهام جديدة حول جدوى هذه المنتجات، خصوصًا بين الفئات المعرضة أصلاً لخطر الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي.

وأوصى فريق الباحثين بعدم الاعتماد على هذه المشروبات كبديل دائم، مفضلين اللجوء إلى خيارات طبيعية مثل الماء، الشاي غير المحلى، أو المياه الفوارة. كما شددوا على أهمية التركيز على نمط غذائي شامل متوازن، بدلًا من البحث عن "حلول سريعة" تخفي مشكلات أعمق.

وتأتي هذه الدراسة في وقت تتزايد فيه التحذيرات من تأثيرات بدائل السكر على الصحة العامة، خصوصًا بعد أن صنّفت منظمة الصحة العالمية مادة "الأسبارتام" – وهي الأكثر استخدامًا في المشروبات الدايت – على أنها "مادة يحتمل أن تكون مسرطنة"، ما أدّى إلى مطالبات متزايدة بفرض قيود على استخدامها أو على الأقل وضع تحذيرات واضحة على المنتجات التي تحتويها.

التعليقات