15/06/2025 - 12:59

دراسة: استخدام الأطفال لمواقع التواصل يرتبط بزيادة خطر الاكتئاب في سن مبكرة

تأتي هذه النتائج في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل الولايات المتحدة وأوروبا لتشديد الرقابة على المنصات الرقمية، ومنع وصول الأطفال إليها دون تحقق فعلي من أعمارهم، وسط تنامي القلق من الآثار النفسية العميقة التي تتركها هذه المنصات على الأجيال الجديدة

دراسة: استخدام الأطفال لمواقع التواصل يرتبط بزيادة خطر الاكتئاب في سن مبكرة

(Getty)

حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن استخدام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، مثل "تيك ‌توك" و"إنستغرام" و"سناب شات"، يرتبط بزيادة لاحقة في أعراض الاكتئاب، في واحدة من أولى الدراسات التي تؤكد أن الاستخدام هو الذي يقود إلى الاكتئاب، وليس العكس.

الدراسة، التي أُجريت في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 11,800 طفل ضمن دراسة "تطور الدماغ والسلوك الإدراكي في المراهقة" (ABCD)، والتي تتبع عينة واسعة من الأطفال على مدى سنوات.

ووجد الباحثون أن متوسط استخدام الأطفال لمواقع التواصل ارتفع من 7 دقائق يوميًا في عمر 9 سنوات إلى أكثر من 74 دقيقة يوميًا عند بلوغهم سن 12، وتزامن ذلك مع ارتفاع بنسبة 35% في أعراض الاكتئاب، مثل الحزن المستمر، ضعف التركيز، واضطرابات النوم.

وقال الباحث الرئيسي، الدكتور جيسون ناغاتا: "تُظهر البيانات أن استخدام مواقع التواصل يمكن أن يتنبأ بظهور أعراض اكتئابية مستقبلًا، ما يعني أن هذه المنصات قد تكون عاملًا مسببًا، لا مجرد ملجأ نفسي للأطفال المكتئبين".

كما كشفت الدراسة أن 20% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا يمتلكون حسابات نشطة على مواقع يُفترض أنها مخصصة لفئات عمرية أكبر، وأن أكثر من 60% يحتفظون بهواتفهم المحمولة داخل غرف نومهم ليلًا، مما يزيد من تعرضهم للإشعارات أثناء النوم ويؤثر سلبًا على جودة الراحة.

ويشير الباحثون إلى أن العوامل المحتملة التي تربط بين الاستخدام والاكتئاب تشمل تراجع النشاط البدني، اضطرابات النوم، والتعرض المتكرر للمحتوى السلبي أو المضلّل. كما حذروا من ظاهرة "التمرير القهري" أو ما يُعرف بـ"doomscrolling"، حيث يستمر الطفل في استهلاك محتوى مثير للقلق لساعات متأخرة من الليل.

وأوصى فريق الدراسة الآباء بضرورة وضع حدود زمنية لاستخدام الشاشات، خاصة في المساء، وتشجيع الأطفال على قضاء وقت أطول في الهواء الطلق، بالإضافة إلى إخراج الهواتف من غرف النوم خلال الليل كإجراء وقائي بسيط وفعّال.

وتأتي هذه النتائج في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل الولايات المتحدة وأوروبا لتشديد الرقابة على المنصات الرقمية، ومنع وصول الأطفال إليها دون تحقق فعلي من أعمارهم، وسط تنامي القلق من الآثار النفسية العميقة التي تتركها هذه المنصات على الأجيال الجديدة.

التعليقات