كشفت دراسة طبية حديثة، أجراها باحثون من جامعة هوتزونغ للعلوم والتكنولوجيا في الصين بالتعاون مع جامعة سيدني الأسترالية، أن ركوب الدراجة الهوائية بانتظام خلال منتصف العمر يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 19%.
وشملت الدراسة ما يقارب 480 ألف مشارك بمتوسط عمر 56 عامًا، وتتبع الباحثون أنماط تنقلهم ونشاطاتهم البدنية على مدار عدة سنوات. ووجدوا أن الذين اختاروا الدراجة كوسيلة تنقل رئيسية كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف، مقارنة بمن استخدموا وسائل نقل غير نشطة مثل السيارات أو المواصلات العامة.
وأظهرت البيانات أن التأثير الوقائي لركوب الدراجة كان أكثر وضوحًا في حالات الخرف المبكر، إذ انخفضت احتمالات الإصابة به بنسبة 40% بين أولئك الذين يمارسون هذا النشاط بانتظام.
كما بينت الدراسة أن هذا النمط من النشاط البدني يقدّم فوائد حتى لمن لديهم استعداد وراثي للإصابة بالخرف، إذ سجّل حاملو جين APOEε4 (المرتبط بمرض ألزهايمر) انخفاضًا بنسبة 12% في احتمالات الإصابة عند ممارستهم لركوب الدراجة.
وبحسب الباحثين، يعود هذا التأثير إلى أن ركوب الدراجة، كرياضة هوائية معتدلة، يحفّز تدفق الدم إلى الدماغ، ويساعد في الحفاظ على حجم منطقة الحُصين، المسؤولة عن الذاكرة والتعلّم، والتي تُعد أولى المناطق التي تتأثر بالخرف.
وأشار القائمون على الدراسة إلى أن نتائجها تعزز الأدلة على أهمية تبنّي نمط حياة نشط في منتصف العمر، ليس فقط للحفاظ على اللياقة البدنية، بل للوقاية من التدهور المعرفي كذلك. ودعوا إلى دمج ركوب الدراجة ضمن الأنشطة اليومية للبالغين كوسيلة بسيطة وفعالة لتعزيز صحة الدماغ.
وتأتي هذه النتائج في وقت تتزايد فيه معدلات الإصابة بالخرف عالميًا، مما يسلّط الضوء على أهمية الوقاية السلوكية والتدخّلات غير الدوائية، خاصة في مرحلة منتصف العمر، بوصفها مرحلة حاسمة في تقليل المخاطر المستقبلية.
التعليقات