17/06/2025 - 10:09

منافس لـ"نيوارلينك": الصين تُعلن نجاح أول تجربة سريرية لواجهة دماغية حاسوبية

تمّت تجربة هذه التقنية من خلال زرع جهاز كمبيوتري في دماغ متطوّع بشري، كانت مهمّته الأساسية استخدام الإشارات العصبية للتحكّم بجهاز خارجي، كتحريك مؤشّر فأرة حاسوب، وهو الإنجاز الذي سبق ونجح فيه مشروع "نيوارلينك" التابع لإيلون ماسك...

منافس لـ

(Getty)

تمكّنت الصين من تحقيق إنجازٍ علمي بارز، بعد أن نجحت في إجراء أول تجربة سريرية لتقنية تمكّن إشارات الدماغ من السيطرة على جهاز خارجي، بحسب ما أفاد تقرير حديث.

وبذلك، تُصبح الصين ثاني دولة على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة تنجز هذه الخطوة التكنولوجية المتقدّمة.

وقد تمّت تجربة هذه التقنية من خلال زرع جهاز كمبيوتري في دماغ متطوّع بشري، كانت مهمّته الأساسية استخدام الإشارات العصبية للتحكّم بجهاز خارجي، كتحريك مؤشّر فأرة حاسوب، وهو الإنجاز الذي سبق ونجح فيه مشروع "نيوارلينك" التابع لإيلون ماسك.

ويوضح التقرير أنّ "الصين نجحت في إجراء تجربة سريرية لواجهة دماغ – حاسوب"، وأنّه "حتى الآن، فإنّ شركة "نيوارلينك" المملوكة لإيلون ماسك هي الوحيدة التي حقّقت هذا المستوى من التقدّم، بقدرتها على زرع شريحة دماغية في إنسان تمكّنه من تحريك مؤشّر الفأرة عبر التفكير"، بينما تُشير عدّة مصادر إلى أنّ "النهج الصيني في تطوير التكنولوجيا قد يختلف من حيث التصميم أو المنهجيّة، دون أن تُكشف تفاصيل دقيقة حاليًّا".

ويمكن النظر إلى هذه الخطوة على أنّها بداية سباق عالمي في مجال التكنولوجيا العصبية، حيث أصبحت الصين منافسًا رئيسيًا في تطوير واجهات تفاعل مباشرة بين الدماغ والأجهزة. وهذه التقنية يمكن أن تُحدث تغيّرات جذريّة في مجالات عدّة، منها الرعاية الصحية وإعادة التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة، وأيضًا تطوير الإمكانات البشرية وتعزيز القدرة الإدراكية.

بالإضافة إلى ذلك، أثار هذا الإنجاز تساؤلات حول التنظيم القانوني والأمان الأخلاقي لاستخدام الواجهات الدماغية. فقد وصفت بعض المصادر أنّه "يتوجّب وضع إطارات رقابية واضحة لمنع سوء الاستخدام أو انتهاك الخصوصية والحرية الشخصية"، خاصة وأنّ هذه التكنولوجيا تتيح الوصول المباشر إلى الأفكار والتحكّم المباشر في أعضاء الجسم.

وعلى الرغم من سهولة ربط هذه المبادرة بتعظيم الابتكار والتفوّق التكنولوجي، إلا أنّه لا بدّ من الإشارة إلى احتمالية التكلفة الباهظة لهذه التجارب، إضافة إلى مرحلة طويلة من الاختبارات لمعالجة المخاطر المحتملة على صحة الإنسان. فالتجارب السريرية في البشر تتطلّب التحقّق من سلامة الأجهزة واستقرارها في الأنسجة الدماغية، وكذلك التأكّد من عدم حدوث آثار جانبية غير متوقعة.

ممّا لا شكّ فيه، أنّ نجاح هذه التجربة الصينية يسلّط الضوء على مدى التقدّم السريع في تكنولوجيا واجهات الدماغ – الحاسوب في آسيا. وإن واصل هذا التنافس، فقد يدفع "نيوارلينك" وشركات أخرى في الغرب إلى مضاعفة الجهود وتسريع وتيرة الأبحاث والاختبارات.

كما يُتوقّع أن يفتح هذا التطوّر أبوابًا جديدة أمام استخدامات مستقبلية، مثل تحسين قدرات التواصل لدى مرضى الشلل التام، أو تمكين الأفراد من أداء مهام تقنية بأفكارهم فقط. غير أنّ هذا الإمكان يرافقه تحدّيات أخلاقية وتنظيمية تتطلّب إحاطة شاملة ومراقبة دقيقة، لتقليل المخاطر وضمان حقوق المستخدمين.

وفي ختام الخبر، يمكن القول إنّه – وفي ظلّ هذه النقلة العلمية – فإنّ التحدّي الحقيقي سيتجلّى في كيفية تطبيق هذه التكنولوجيا وتوسيع استخدامها، لا محصورًا في المعامل، بل على أرض الواقع، خصوصًا في مجالات الطب والتواصل لذوي الإعاقات.

التعليقات