26/06/2025 - 08:38

علماء يطوّرون أسراب روبوتية متناهية الصغر قادرة على تنظيف الجيوب الأنفية

لا تزال الأبحاث في مراحلها ما قبل السريرية، ومن المتوقع أن تبدأ التجارب البشرية خلال السنوات الثلاث المقبلة، بعد استكمال اختبارات الأمان والتفاعل البيولوجي...

علماء يطوّرون أسراب روبوتية متناهية الصغر قادرة على تنظيف الجيوب الأنفية

(Getty)

في ابتكار طبيّ قد يغيّر طريقة علاج التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو عن تطوير أسراب من "روبوتات أنفية" ميكروسكوبية قادرة تنظيف تجاويف الجيوب الأنفية من البكتيريا والانسدادات، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو مضادات حيوية تقليدية.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة ذا غارديان، فقد أُجريت تجارب ناجحة على أنظمة الجيوب الأنفية لدى خنازير، وهي حيوانات تُعد أقرب بيولوجيًا من الناحية التشريحية إلى البشر في هذا الجانب، حيث أظهرت الروبوتات فاعلية في إزالة البكتيريا والانحشار المخاطي خلال دقائق، باستخدام موجات مغناطيسية لتحريكها داخل الأنف.

وتتكوّن هذه الروبوتات، التي لا يتعدى طولها جزءًا من الميليمتر، من جسيمات حديد مغناطيسية مغلفة بطبقة من الإنزيمات القادرة على تحطيم الأغشية الحيوية للبكتيريا، وهي التجمعات التي تحمي الكائنات الدقيقة وتُصعّب القضاء عليها بواسطة الأدوية.

ويتم التحكم في حركة هذه الروبوتات باستخدام مجالات مغناطيسية خارجية، ما يسمح بتوجيهها بدقة إلى المواقع المصابة داخل الجيوب الأنفية.

وصرّح البروفيسور جوزيف وانغ، أحد الباحثين المشاركين في المشروع، أن هذه التقنية تمثل تقدمًا كبيرًا في مجال العلاج الميكروي الذكي، حيث لا تكتفي الروبوتات بإزالة الانسداد بل تساهم أيضًا في تفكيك بيئة البكتيريا نفسها.

ولفت إلى أن هذه التقنية "لا تستهدف فقط تسريع الشفاء، بل أيضًا تقليل الاعتماد على المضادات الحيوية، التي بات الإفراط في استخدامها يشكل تهديدًا عالميًا".

وتُعدّ التهابات الجيوب الأنفية المزمنة من أكثر الحالات شيوعًا عالميًا، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة، مثل العدوى المتكررة، والصداع المستمر، وحتى فقدان حاسة الشم. وغالبًا ما يُضطر الأطباء إلى اللجوء للجراحة أو للعلاج بالمضادات الحيوية، إلا أن كليهما لا يخلوان من آثار جانبية أو صعوبات في التطبيق.

ويرى الباحثون أن هذه الروبوتات يمكن أن تُصبح خلال سنوات معدودة جزءًا من أدوات الأطباء داخل العيادات، وربما تُستخدم لاحقًا في تطبيقات أخرى داخل الجسم، مثل تنظيف الرئتين، أو إيصال الأدوية إلى مواقع يصعب الوصول إليها.

ولا تزال الأبحاث في مراحلها ما قبل السريرية، ومن المتوقع أن تبدأ التجارب البشرية خلال السنوات الثلاث المقبلة، بعد استكمال اختبارات الأمان والتفاعل البيولوجي. كما سيُدرس تأثير التقنية على بيئة الأنف الدقيقة وعلى جهاز المناعة.

التعليقات