02/07/2025 - 09:47

دراسة: موجات الحرارة القصوى تُسرّع الشيخوخة البيولوجية بما يعادل 14 شهرًا

يأتي هذا البحث في وقت تشهد فيه مناطق عديدة حول العالم ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، ما يزيد من أهمية هذه النتائج في رسم سياسات وقائية مستقبلية ...

دراسة: موجات الحرارة القصوى تُسرّع الشيخوخة البيولوجية بما يعادل 14 شهرًا

(Getty)

أظهرت دراسة علمية جديدة أن التعرض المستمر لموجات الحرارة الشديدة قد يؤدي إلى تسارع الشيخوخة البيولوجية لدى كبار السن، بمعدل يصل إلى 14 شهرًا مقارنة بأقرانهم الذين يعيشون في مناخات أكثر اعتدالًا.

وأُجريت الدراسة من قبل فريق بحثي في جامعة "جنوب كاليفورنيا"، بقيادة الباحثة "يون يونغ تشوي"، ونُشرت نتائجها مؤخرًا بعد تحليل بيانات حوالي 3,600 شخص من كبار السن في الولايات المتحدة.

واستخدم الباحثون ما يُعرف بـ"ساعات التعديل الوراثي"، وهي تقنية علمية تعتمد على قياس التغيرات الكيميائية في الحمض النووي لتحديد عمر الجسم البيولوجي، وليس الزمني فقط.

وبحسب النتائج، فإن الأفراد الذين يعيشون في مناطق تتجاوز فيها درجات الحرارة مؤشر 32 مئوية لأكثر من 140 يومًا في السنة، كانوا أكثر تقدمًا في العمر البيولوجي بـ14 شهرًا مقارنة بأولئك الذين تعرضوا لأقل من 10 أيام من هذه الظروف سنويًا.

وأكدت الدراسة أن هذا الأثر يبقى قائمًا حتى بعد أخذ عوامل مثل النشاط البدني، والدخل، والوضع الاجتماعي في الحسبان، ما يشير إلى أن الحرارة المرتفعة تُحدث تغييرات بيولوجية ملموسة تؤثر في عمل الخلايا وتسارع وتيرتها نحو التراجع والضعف.

ووصفت "تشوي" هذا التسارع في الشيخوخة بأنه مماثل في تأثيره لتدخين التبغ أو الاستهلاك المفرط للكحول، داعية إلى إعادة النظر في العلاقة بين التغير المناخي والصحة العامة، وعدم حصر التأثيرات في نطاق ضربات الحرارة أو أمراض الجهاز التنفسي فقط، بل النظر إليها من زاوية التأثيرات المزمنة والمتراكمة على المستوى الخلوي.

وتفتح هذه النتائج الباب أمام دعوات لتعزيز سياسات التكيّف مع تغير المناخ، خصوصًا في المناطق الحضرية التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، من خلال تحسين البنية التحتية للتبريد، وتوفير وسائل حماية بيئية لكبار السن، وتضمين المخاطر البيئية ضمن استراتيجيات الوقاية الصحية.

ويأتي هذا البحث في وقت تشهد فيه مناطق عديدة حول العالم ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، ما يزيد من أهمية هذه النتائج في رسم سياسات وقائية مستقبلية تأخذ في الحسبان الأثر غير المباشر، لكن العميق، للبيئة على الصحة البشرية.

التعليقات