أعلنت شركة "موديرنا" أن لقاحها الموسمي للإنفلونزا، المعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول ("mRNA")، أظهر فعالية تفوق لقاح شركة "جي إس كيه" بنسبة 26.6% لدى البالغين من عمر 50 عامًا فما فوق، وذلك وفق نتائج دراسة سريرية من المرحلة الثالثة نُشرت في 30 حزيران الجاري.
وشارك في الدراسة أكثر من 40,000 شخص من فئة 50 عامًا فما فوق، بينهم شريحة كبيرة من كبار السن الذين تجاوزوا سن 65 عامًا.
ووفق نتائج الدراسة، فقد ارتفعت فعالية لقاح "موديرنا" في هذه الفئة إلى 27.4% مقارنة بلقاح "GSK" التقليدي، وهو ما يعتبر تطوّرًا مهمًا في سباق تطوير اللقاحات الموسمية المدعومة بتقنية "mRNA".
وقالت "موديرنا" في بيان رسمي إن هذه النتائج تُعزّز فرص الشركة في الحصول على موافقة الجهات التنظيمية لإدراج لقاحها كخيار موسمي معتمد، لا سيما أنها تعمل على تطوير لقاح مزدوج يجمع بين الإنفلونزا و"كوفيد‑19"، وهو ما قد يغيّر مستقبل الوقاية من الفيروسات الموسمية ويوفّر حلاً أكثر تكاملًا للسكان المعرضين للخطر.
وتُعد هذه الدراسة من أكبر التجارب السريرية في هذا المجال، وتأتي في وقت تتجه فيه شركات الأدوية العالمية نحو توسيع استخدام تقنية "mRNA" خارج نطاق "كوفيد‑19"، بعد نجاحها في تسريع عمليات التطوير والإنتاج، وتحقيق استجابات مناعية أكثر فعالية.
من جانبها، لم تُعلّق "جي إس كيه" رسميًا على نتائج الدراسة حتى الآن، لكن مراقبين في القطاع الصحي أشاروا إلى أن تفوّق لقاح "موديرنا" قد يدفع إلى إعادة ترتيب أولويات الاستثمار في اللقاحات التقليدية، لصالح النماذج الحديثة المعتمدة على "mRNA".
ومن المتوقع أن تسعى "موديرنا" في الأشهر المقبلة للحصول على الموافقة التنظيمية لتسويق لقاحها الموسمي في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يمهد الطريق أمام دخول فاعل جديد إلى سوق اللقاحات الموسمية الذي تهيمن عليه منذ عقود شركات تقليدية.
التعليقات