07/10/2025 - 10:18

بريطانيا تحظر بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون 16 عامًا

الحظر سيساعد في معالجة ما وصفته بـ"آفة السلوك الفوضوي داخل الصفوف"، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يصلون إلى المدرسة بعد تناول هذه المشروبات ويصبحون "مفرطي النشاط وغير قادرين على التركيز"...

بريطانيا تحظر بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون 16 عامًا

(Getty)

قررت الحكومة البريطانية فرض حظر على بيع مشروبات الطاقة لمن هم دون سن 16 عامًا في إنكلترا، بعد تحذيرات متزايدة من خبراء الصحة والمدرسين وأطباء الأسنان من آثارها السلبية على النمو والتركيز والنوم، إضافة إلى مساهمتها في ارتفاع معدلات السمنة وتسوس الأسنان، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان.

وسيشمل القرار مشروبات شهيرة مثل "ريد بول" و"مونستر" و"ريلنتلس" و"برايم إنرجي"، وهي منتجات تحتوي على أكثر من 150 ميليغرامًا من الكافيين في اللتر الواحد.

وسيُمنع بيعها في المتاجر والمقاهي والمطاعم والمواقع الإلكترونية لأي شخص دون 16 عامًا، كما سيُحظر توافرها في آلات البيع الآلية.

وقال وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنغ إن "من غير المنطقي أن نتوقع من الأطفال التركيز في المدرسة بينما يحتوي جسمهم يوميًا على ما يعادل كوبين من الإسبريسو"، مضيفًا أنّ "مشروبات الطاقة تبدو غير ضارة، لكنها تؤثر في نوم الأطفال وتركيزهم وصحتهم العامة، بينما تسبب الأنواع الغنية بالسكر ضررًا بالغًا للأسنان وتزيد معدلات السمنة".

ويُتوقع أن يُسنّ الحظر عبر تشريع ثانوي في إطار قانون سلامة الغذاء لعام 1990، من دون تحديد موعد نهائي لتطبيقه بعد. وكانت المتاجر الكبرى في بريطانيا قد أوقفت بيع هذه المشروبات طوعًا للقاصرين منذ عام 2018، لكن بعض المتاجر الصغيرة ما زالت تبيعها لهم.

ورحبت المنظمات الصحية والنقابات التعليمية بالقرار، واصفةً إياه بـ"الخطوة المنطقية التي تستند إلى الأدلة". وقالت كاثرين جينر، مديرة "التحالف من أجل مكافحة السمنة"، إن "مشروبات الطاقة الغنية بالكافيين لا مكان لها في أيدي الأطفال، وقد حان الوقت لاتخاذ إجراء حقيقي لحماية صحتهم الجسدية والعقلية".

كما أكدت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون أن الحظر سيساعد في معالجة ما وصفته بـ"آفة السلوك الفوضوي داخل الصفوف"، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يصلون إلى المدرسة بعد تناول هذه المشروبات ويصبحون "مفرطي النشاط وغير قادرين على التركيز".

وأظهر استطلاع لنقابة المعلمين البريطانية أن 71% من المعلمين قلقون من انتشار مشروبات الطاقة بين الطلبة وتأثيرها السلبي في سلوكهم داخل المدارس.

من جانبهم، دعا أطباء الأسنان الحكومة إلى توسيع الحظر ليشمل مشروبات الطاقة منخفضة أو خالية السكر، مؤكدين أن المشكلة لا تقتصر على السكر فحسب، بل تشمل الحموضة العالية والإدمان على الكافيين. وقال رئيس "جمعية أطباء الأسنان البريطانية"، إيدي كراوتش، إن "منتجات تحتوي على أكثر من 20 ملعقة سكر في العبوة لا ينبغي أن تكون ضمن قائمة طعام الأطفال".

في المقابل، أوضح المدير العام لـ"جمعية المشروبات الغازية البريطانية"، غافين بارتنغتون، أن الشركات "لا تروّج هذه المنتجات للأطفال" وأنها تطبّق طوعًا قواعد صارمة منذ سنوات، مشددًا على ضرورة أن تستند اللوائح الجديدة إلى "تقييم علمي دقيق للأدلة المتاحة".

ويُعدّ هذا القرار، الذي جاء ضمن وعود حزب العمّال الانتخابية، خطوة جديدة في مساعي الحكومة البريطانية للحدّ من استهلاك المواد الضارة بين الأطفال، بعد نجاح سياسات مشابهة في تقييد بيع التبغ والكحول للقاصرين.

التعليقات