اقتربت جمهورية الكونغو الديمقراطية من طيّ صفحة أحد أكثر الأمراض فتكًا في العالم، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية خروج آخر مريض بفيروس إيبولا من مركز العلاج في مقاطعة كاساي، وهو ما يمهّد لإعلان رسمي بانتهاء التفشي الأخير للمرض خلال أسابيع قليلة.
وقالت المنظمة إن المريض المتعافي هو الحالة التاسعة عشرة التي شُفيت من أصل 64 إصابة مؤكدة منذ بدء التفشي في الرابع من سبتمبر/أيلول الماضي.
وأوضحت أن العدّ التنازلي لفترة المراقبة، التي تمتد 42 يومًا، بدأ رسميًا، مشيرة إلى أن البلاد ستُعلَن خالية من الفيروس نهائيًا إذا لم تُسجَّل أي إصابة جديدة خلال هذه المدة.
ورغم الصعوبات التي واجهت فرق الاستجابة الطبية في الوصول إلى المناطق النائية داخل كاساي، فإن العزلة الجغرافية للمنطقة ساعدت في منع انتشار العدوى إلى مقاطعات أخرى.
ويُعد هذا التفشي السادس عشر الذي تشهده الكونغو منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة عام 1976، بينما يبقى تفشي 2014–2016 في غرب أفريقيا الأخطر في التاريخ، إذ أودى بحياة أكثر من 11 ألف شخص.
ويشير خبراء الصحة إلى أن تجربة الكونغو الأخيرة تمثل نموذجًا ناجحًا في إدارة تفشي الأوبئة داخل الدول ذات الموارد المحدودة، بفضل سرعة التشخيص، وتحسين إجراءات العزل، وتوسيع نطاق التطعيمات الوقائية.
كما يأمل مسؤولو منظمة الصحة العالمية أن يشكّل هذا الإنجاز خطوة جديدة نحو القضاء الكامل على الفيروس في القارة الأفريقية.
ولم تُسجّل أي إصابات جديدة منذ 25 سبتمبر/أيلول، ما يعزز التفاؤل بقرب إعلان البلاد خالية من المرض رسميًا، في انتصار طال انتظاره في معركة امتدت قرابة نصف قرن ضد إيبولا.
التعليقات