30/10/2025 - 10:27

تقرير طبي: تغيّر المناخ يودي بحياة الملايين وسط تقاعس عالمي مقلق

أكد التقرير أن الوقت ينفد، داعيًا الحكومات إلى التحرك العاجل والفعّال من أجل إنقاذ الأرواح، وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، وضمان العدالة المناخية للدول والشعوب الأكثر هشاشة...

تقرير طبي: تغيّر المناخ يودي بحياة الملايين وسط تقاعس عالمي مقلق

(Getty)

حذّر تقرير دولي نشرته مجلة ذي لانسيت الطبية من أن التقاعس عن مواجهة تغير المناخ يتسبب في ملايين الوفيات سنويًا، نتيجة تصاعد موجات الحر والجفاف وتلوث الهواء، وهي ظواهر تزداد حدتها مع استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري.

التقرير، المعروف بـ "ذي لانسيت كاونت داون"، أعدّه هذا العام أكثر من 100 باحث بالتعاون مع جامعة "كولدج لندن" ومنظمة الصحة العالمية، ويعتمد على أحدث البيانات العلمية المتاحة، في تحذير سنوي يتزامن هذه المرة مع اقتراب مؤتمر المناخ الدولي "كوب 30" في البرازيل.

وأورد التقرير لأول مرة أرقامًا تقديرية للوفيات المرتبطة مباشرة بتغير المناخ، منها: 546 ألف وفاة سنويًا مرتبطة بالحر الشديد بين عامي 2012 و2021، في ارتفاع لافت مقارنة بتسعينيات القرن الماضي. و154 ألف وفاة في عام 2024 وحده نتيجة استنشاق دخان حرائق الغابات. و2.5 مليون وفاة في عام 2022 بسبب تلوث الهواء الناتج عن الوقود الأحفوري.

وأكد التقرير أن هذه الأرقام تمثل وفيات يمكن تجنّبها، لو تحركت الحكومات بجدية لتقليل الانبعاثات وتحسين السياسات البيئية.

وانتقد الباحثون استمرار دعم الحكومات، خاصة في أوروبا، للوقود الأحفوري من خلال إعانات الطاقة المباشرة، والتي ازدادت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

كما أشار التقرير إلى تراجع حاد في المساعدات الإنمائية الموجهة للدول الفقيرة، وهي مساعدات ضرورية لتمكين هذه الدول من التكيف مع آثار الاحترار المناخي. ووجّه التقرير اللوم إلى عدة دول، من بينها الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وكذلك فرنسا وألمانيا، بسبب تقليصها لمخصصات الدعم الدولي.

ويرى معدّو التقرير أن تغير المناخ لم يعد فقط قضية بيئية أو اقتصادية، بل أصبح اليوم أحد أبرز التهديدات المباشرة لصحة الإنسان.

وأكد التقرير أن الوقت ينفد، داعيًا الحكومات إلى التحرك العاجل والفعّال من أجل إنقاذ الأرواح، وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، وضمان العدالة المناخية للدول والشعوب الأكثر هشاشة.

التعليقات