بدأت شركة أمازون اختبار روبوتات بشرية لتوصيل الطرود، في إطار سعيها لتحديث عمليات التوصيل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة.
وتُجرى هذه الاختبارات في منشأة خاصة تُعرف باسم "حديقة الروبوتات البشرية" في سان فرانسيسكو، حيث يتم تقييم قدرة الروبوتات على التنقل في بيئات تحاكي الواقع، مثل صعود السلالم وتجاوز العقبات.
تعتمد أمازون في هذه التجارب على روبوت Unitree G1، المُصنّع من قبل شركة Unitree Robotics الصينية. يتميز هذا الروبوت بوجود 23 محركًا مفصليًا ومقابض حساسة للضغط، مما يُمكّنه من حمل الطرود والتنقل في بيئات متنوعة.
ومع ذلك، لا تزال هذه الروبوتات في مراحلها الأولى من التطوير، وتُستخدم حاليًا في بيئات مُسيطر عليها لتقييم أدائها.
تُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أمازون الأوسع لتحديث عملياتها اللوجستية، حيث سبق وأن اختبرت روبوت "Scout" في عام 2019، وهو روبوت بست عجلات مصمم للتوصيل على الأرصفة. لكن المشروع توقف في عام 2022 بعد مواجهة تحديات في التفاعل مع البيئة، مثل التوقف عند رؤية السناجب أو الفشل في التعرف على درجات الشرفات.
بالإضافة إلى روبوت Unitree G1، تختبر أمازون أيضًا روبوت "Digit" من شركة Agility Robotics في مستودعاتها. يُستخدم "Digit" في مهام داخلية مثل إعادة تدوير الحاويات، ولا يُخطط لاستخدامه في عمليات التوصيل الخارجية.
وتُشير أمازون إلى أن هذه الروبوتات تهدف إلى دعم العاملين البشريين، وليس استبدالهم، حيث تُوظف الشركة أفرادًا لصيانة الروبوتات ومراقبة أدائها.
ومع ذلك، تواجه الشركة تحديات تنظيمية، حيث تسمح بعض الولايات الأميركية فقط باستخدام الروبوتات الذاتية على الأرصفة، وتختلف درجة تقبل الجمهور لهذه التقنيات.
وبينما تستمر أمازون في تطوير هذه التقنيات، تعمل شركات أخرى مثل تسلا وبوسطن ديناميكس على تطوير روبوتات مشابهة لأغراض مختلفة، مما يُشير إلى توجه عام نحو دمج الروبوتات في العمليات اليومية.
وتمثل هذه التجارب خطوة مهمة نحو مستقبل لوجستي أكثر ذكاءً، حيث يُمكن للروبوتات أن تُساهم في تحسين كفاءة التوصيل وتقليل التكاليف، مع الحفاظ على دور العامل البشري في الإشراف والصيانة.
التعليقات