أعلنت شركة "ميتا"، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، عن خطة استثمارية ضخمة بقيمة 15 مليار دولار، بهدف تطوير ما يُعرف بـ"الذكاء الفائق"، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي يتجاوز القدرات العقلية للبشر في مختلف المهام.
ويأتي هذا الإعلان في إطار توجه جديد للشركة للابتعاد عن مشروع "الميتافيرس"، الذي لم يحقق التوقعات المرجوة، والتركيز بدلًا من ذلك على ريادة مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى ميتا للحاق بمنافسيها الكبار مثل "أوبن إيه آي" و"غوغل" في هذا السباق العالمي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان"، يشمل هذا الاستثمار حيازة حصة بنسبة 49% في شركة "سكيل إيه آي"، التي تُعد من أبرز الشركات الأميركية الناشئة في مجال تعليم البيانات عالية الجودة. وتشير المعلومات إلى أن "سكيل إيه آي" تلعب بالفعل دورًا أساسيًا في مشاريع عسكرية، أبرزها تطوير نظام "ThunderForge" لصالح وزارة الدفاع الأميركية.
وقال مراقبون إن تحالف ميتا مع "سكيل إيه آي" لا يُعد مجرد خطوة تقنية، بل هو أيضًا تحرك استراتيجي لدخول ساحة الاستخدامات السيادية والعسكرية للذكاء الاصطناعي، في وقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية على بناء نظم ذكاء قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة ومعقدة.
ويعتبر الذكاء الفائق هدفًا طويل الأمد في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تسعى الشركات الكبرى لتطوير أنظمة يمكنها التفوق على الإنسان في التحليل، التعلم، والإبداع. إلا أن خبراء حذروا من أن هذا النوع من الذكاء لا يزال بعيدًا عن التحقق العملي، وقد يستغرق الوصول إليه عقودًا من البحث والتطوير.
مع ذلك، تُظهر هذه الخطوة أن ميتا تسعى لتأمين موقعها في طليعة الشركات المطوّرة للذكاء الاصطناعي، خاصة مع تنامي القلق العالمي من احتكار حفنة من الشركات الكبرى للتقنيات فائقة القوة، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تأثيرات اقتصادية، سياسية وأمنية.
ويُتوقع أن تثير هذه التحركات نقاشًا جديدًا داخل الأوساط التشريعية والتنظيمية، خصوصًا بشأن حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية، وآليات ضمان ألا يتجاوز هذا الذكاء السيطرة البشرية في المستقبل.
التعليقات