"تكساس إنسترومنتس" تعلن استثمارًا بأكثر من 60 مليار دولار لتوسيع إنتاج الرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة
كشفت شركة "تكساس إنسترومنتس"، المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات، عن خطة استثمارية ضخمة تتجاوز 60 مليار دولار، بهدف توسيع منشآتها الصناعية داخل الولايات المتحدة، وذلك عبر بناء وتطوير سبعة مصانع جديدة في ولايتي تكساس ويوتاه، في خطوة غير مسبوقة لتعزيز الاكتفاء الذاتي الأميركي في قطاع الرقائق الإلكترونية.
ووفق بيان رسمي للشركة نُشر يوم الثلاثاء، فإن المشروع سيركّز على إنتاج ما يُعرف بـ"الرقائق الأساسية" أو التقليدية، والتي تُستخدم في مختلف الأجهزة الإلكترونية من الهواتف الذكية إلى السيارات والمعدات الطبية. وتأتي هذه الخطوة في سياق سعي الشركة لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على الشرائح الإلكترونية، مع ضمان تقليل الاعتماد على الموردين الآسيويين.
ومن المتوقع أن توفّر هذه الخطة أكثر من 60 ألف فرصة عمل جديدة، ما بين وظائف مباشرة وغير مباشرة في مجالات التصنيع والهندسة والدعم الفني، في حين تُعتبر هذه واحدة من أكبر الاستثمارات الصناعية في تاريخ الشركة، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية على الشركات الأميركية لتعزيز سلسلة التوريد الداخلية، خصوصًا بعد الأزمة التي عصفت بسوق الرقائق خلال جائحة كورونا، والتي كشفت هشاشة الاعتماد على الإنتاج الخارجي، لا سيّما في آسيا. كما يتماشى المشروع مع جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتقوية البنية التحتية الصناعية، في إطار قانون "CHIPS and Science Act" الذي خُصّصت له عشرات المليارات لدعم صناعة أشباه الموصلات.
وتعليقًا على المشروع، قال متحدث باسم "تكساس إنسترومنتس" إن هذه المصانع ستركّز على الإنتاج الشامل، مع اعتماد تقنيات تصنيع متقدمة، وقد تُستخدم لدعم قطاعات حيوية مثل السيارات الكهربائية، أجهزة الاتصالات، والدفاع.
وتُعدّ "تكساس إنسترومنتس" واحدة من أقدم شركات التكنولوجيا الأميركية، وتلعب دورًا محوريًا في تصنيع مكونات رئيسية تدخل في صميم كل الأجهزة الإلكترونية تقريبًا.
وفي وقت تسعى فيه شركات مثل "نفيديا" و"إنتل" لتعزيز إنتاج الرقائق المتقدمة، تركّز "تكساس إنسترومنتس" على سد الفجوة في الرقائق الأساسية، التي تُعد العمود الفقري لصناعة الإلكترونيات اليومية.
ورغم ضخامة الإعلان، لم تُحدّد الشركة جدولًا زمنيًا دقيقًا للانتهاء من المشاريع، إلا أن المحللين يتوقّعون بدء تشغيل بعض هذه المصانع خلال النصف الثاني من العقد الجاري، خاصة مع تسارع خطط الحكومة في تقديم حوافز ضريبية وتمويلات مشروطة لدعم مثل هذه الاستثمارات.
التعليقات