أعلنت شركة مايكروسوفت عن إنجاز علمي غير مسبوق في مجال الحوسبة الكمومية، يتمثل في تطوير خوارزمية جديدة لتصحيح الأخطاء قادرة على تقليل معدلات الخطأ بمقدار ألف مرة مقارنة بالأساليب التقليدية، ما يمثّل خطوة حاسمة نحو إدخال الحوسبة الكمومية إلى التطبيقات العملية خارج المختبرات.
و وفقًا لما نشرته الشركة في تقرير علمي جديد، فإن الخوارزمية الجديدة تستند إلى تقنية تُعرف بـالترميز الهندسي الرباعي الأبعاد (4D geometric coding)، وهي طريقة رياضية متقدمة تتيح معالجة الأخطاء في وحدات المعلومات الكمومية (الكيوبتات) دون الإضرار بالعمليات الحسابية الجارية.
وقالت مايكروسوفت إن هذا الابتكار يفتح الباب أمام تطوير أنظمة كمومية أكثر استقرارًا وقوة، مما يجعل من الممكن استخدامها في مجالات حساسة مثل التشفير الكمي، المحاكاة الجزيئية، تطوير الأدوية، وأنظمة الأمن السيبراني، وهي تطبيقات تتطلب مستوى عالٍ من الدقة والموثوقية لا توفره الحوسبة التقليدية.
وأوضح الفريق البحثي أن الخوارزمية الجديدة نجحت في تقليل الضوضاء التي تُعد التحدي الأكبر في الحوسبة الكمومية، وذلك عبر تصميم شبكة ترميز قادرة على اكتشاف الأخطاء وتصحيحها أثناء المعالجة، من دون الحاجة إلى تدخل خارجي أو إعادة الحساب من الصفر.
وقال أحد العلماء المشاركين في المشروع: "خفضنا معدلات الخطأ إلى حدّ غير مسبوق، وهذا يمثّل لحظة تحوّل في رحلتنا نحو بناء حواسيب كمومية عملية".
ويُنظر إلى هذا التقدّم على أنه انتصار كبير لمبدأ "الترميز الهندسي" في عالم الكم، حيث كانت معظم المحاولات السابقة تعتمد على نماذج ثلاثية الأبعاد، ولم تنجح في تجاوز عتبة الاستقرار الضرورية لتطبيقات تجارية واسعة النطاق.
ومع هذا الإنجاز، تُثبّت مايكروسوفت مكانتها في السباق العالمي نحو الهيمنة على سوق الحوسبة الكمومية، إلى جانب شركات مثل غوغل وIBM، اللتين تسعيان أيضًا إلى تطوير أنظمة كمومية قابلة للاستخدام الصناعي والتجاري.
و يرى خبراء أن هذا الابتكار قد يُعجّل بوصول "الكمومية العملية" خلال السنوات القليلة القادمة، مما سيُحدث ثورة في كيفية معالجة البيانات، وحلّ المشكلات التي كانت تستغرق شهورًا على الحواسيب التقليدية في غضون دقائق أو ثوانٍ فقط.
التعليقات