16/07/2015 - 10:57

أمراض الميتوكوندريا الوراثيّة ... وداعًا؟

استعان باحثون أميركيون بأساليب تقنية خلافية في استنباط خلايا جذعية جديدة صحية مماثلة تمامًا للأصل، مأخوذة من جلد مرضى يعانون من أمراض خاصة بخلل الميتوكوندريا في خطوة أولى نحو علاج هذه الحالات غير القابلة للشفاء التي تهدد حياة المرضى.

أمراض الميتوكوندريا الوراثيّة ... وداعًا؟

الميتوكوندريا، مصنع طاقة الجسم

استعان باحثون أميركيون بأساليب تقنية خلافية في استنباط خلايا جذعية جديدة صحية مماثلة تمامًا للأصل، مأخوذة من جلد مرضى يعانون من أمراض خاصة بخلل الميتوكوندريا في خطوة أولى نحو علاج هذه الحالات غير القابلة للشفاء التي تهدد حياة المرضى.

والميتوكوندريا 'المتقدرات' هي أحد المكونات الداخلية الدقيقة للخلايا الحيوانية والنباتية، المسؤولة عن توليد الطاقة الحراريّة بالخلية من خلال إنزيمات لإتمام مختلف عمليات التنفس والتمثيل الغذائي من بناء وهدم.

وتوضح هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية نيتشر، أحدث الأساليب التقنية في مجال استخدام الخلايا الجسمية ونقل أنويتها لإنتاج خلايا جذعية متخصصة داخل جسم المريض من أجل علاج الأمراض الوراثية.

وقال روبرت لانزا، كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة (أدفانسد سيل تكنولوجي) الذي لم يشارك في هذا البحث 'يتيح هذا العمل استنباط إمدادات غير محدودة -خالية من الطفرات- من الخلايا البديلة لمرضى خلل الميتوكوندريا'.

ونقل الأنوية هو بالفعل الخطوة الأولى في مجال الاستنساخ الانجابي من خلال استخدام الخلايا البالغة لإنتاج نسخة وراثية من الأصل. ونظرًا لاستخدام هذه التقنية لأول مرة عام 1996 لاستيلاد النعجة المستنسخة دوللي، حثت الولايات المتحدة الدول على حظر هذه التقنية على أسس أخلاقية ومعنوية.

وفي عام 2013 صار شوخرات ميتاليبوف، من جامعة أوريجون للصحة والعلوم، أول عالم ينجح في الاستعانة بهذه التقنية لإنتاج خلايا جذعية جنينية مأخوذة من خلايا الجلد لمريض.

وتعد هذه الخلايا ذات قيمة علمية ثمينة لأنها 'متعددة القدرات' أي انها قادرة على التحول لأي نوع من الخلايا في الجسم.

واستخدم ميتاليبوف ورفاقه هذه التقنية لاستنباط خلايا بديلة للمرضى الذين يعانون من طفرات في جينات الميتوكوندريا، التي قال ميتاليبوف إنها أحبطت جهود العلماء في مجال تصحيح مثل هذه الطفرات.

وتضمنت الدراسة قيام الفريق البحثي بنزع النواة من خلايا المرضى ثم اعادة زرعها في بويضات انثوية بشرية غير مخصبة بها الميتوكوندريا الخاصة بها لكن تم استبعاد بقية الحمض النووي (دي ان ايه).

ثم استحث العلماء البويضات على الانقسام وإنتاج خلايا جذعية جنينية يمكن استخدامها في استنباط خلايا جذعية سليمة عصبية أو خاصة بالقلب لتحل محل الخلايا التالفة للمرضى.

وأوضح العلماء أيضًا أن بإمكانهم إنتاج خلايا جذعية صحية شبيهة بالخلايا الجنينية وذلك بالاستعانة بتقنية أخرى أعادوا خلالها برمجة خلايا الجلد البالغة من خلال إدخال جينات عديدة وهي طريقة لم تستعن بالبويضات الأنثوية.

وقال لانزا إن عدة تجارب إكلينيكية تجري حاليًا على مستوى العالم لاختبار علاجات تستخدم فيها خلايا جذعية متعددة القدرات في البشر بما في ذلك علاج داء السكري وأمراض القلب والعين.

وتلقت الدراسة تمويلا من المؤسسة الفرنسية الخاصة ليدوك.

التعليقات