06/07/2025 - 10:08

أوروبا تتلقّى 76 عرضًا لإنشاء "مصانع عملاقة" للذكاء الاصطناعي"

ستكون هذه المراكز الجديدة بمثابة حجر الزاوية في خارطة طريق أوروبية أوسع تهدف إلى مضاعفة إنتاجها المحلي من الذكاء الاصطناعي، وتوفير بنى تحتية مشتركة بين القطاعين العام والخاص...

أوروبا تتلقّى 76 عرضًا لإنشاء

(Getty)

أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تلقّت 76 عرضًا من شركات ومؤسسات مختلفة لإنشاء ما يُعرف بـ"المصانع العملاقة" للذكاء الاصطناعي، وهي مراكز ضخمة للحوسبة الفائقة سيتم بناؤها على امتداد 16 دولة أوروبية و60 موقعًا مقترحًا.

ويأتي هذا التدفّق الكبير للعروض استجابةً لدعوة أطلقها الاتحاد الأوروبي ضمن مبادرة تهدف إلى إنشاء بنى تحتية قوية في مجال الذكاء الاصطناعي، قادرة على استيعاب الطلب المتسارع على قدرات الحوسبة الضخمة وتدريب النماذج المتقدمة.

المبادرة مدعومة بصندوق تمويلي يتجاوز 20 مليار يورو، يسعى من خلاله الاتحاد إلى تقليص اعتماده على الخارج، وخصوصًا على الشركات الأميركية الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" و"إنفيديا".

وقالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون التكنولوجيا، "مارغريت فيستاغر"، إنّ الإقبال على المشروع يعكس إدراكًا أوروبيًا متزايدًا لأهمية امتلاك بنية تحتية مستقلة للذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن "أوروبا تحتاج إلى منشآت يمكنها دعم الابتكار وتدريب النماذج الضخمة دون الاعتماد المفرط على منصات أجنبية".

وأضافت أن الإعلان الرسمي عن الدعوة لتقديم العطاءات النهائية سيصدر في وقت لاحق من هذا العام.

وتهدف هذه "المصانع العملاقة" إلى احتضان أكثر من 100 ألف وحدة معالجة رسومية (GPU) عالية الأداء، ستكون قادرة على تنفيذ كميات هائلة من عمليات التدريب والمعالجة، مما يوفّر بيئة مواتية للشركات الناشئة والمؤسسات البحثية الأوروبية لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي منافسة عالميًا.

وتُعتبر البنية التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي نقطة ضعف رئيسية في القارة، إذ تشير التقارير إلى أن 80% من نماذج الذكاء المتقدمة تُدرَّب حاليًا على خوادم موجودة في الولايات المتحدة أو الصين. ومع ازدياد القيود الجيوسياسية، خصوصًا بعد النزاع التكنولوجي المتصاعد بين بكين وواشنطن، تسعى أوروبا إلى تقليص تبعيّتها وتعزيز سيادتها الرقمية.

وستكون هذه المراكز الجديدة بمثابة حجر الزاوية في خارطة طريق أوروبية أوسع تهدف إلى مضاعفة إنتاجها المحلي من الذكاء الاصطناعي، وتوفير بنى تحتية مشتركة بين القطاعين العام والخاص، فضلًا عن تشجيع تطوير نماذج مفتوحة المصدر تُنافس نظيراتها مثل "جي بي تي" من "أوبن إيه آي" أو "جيميني" من "غوغل".

ويُتوقّع أن يختار الاتحاد الأوروبي عددًا من العروض المقدّمة قبل نهاية العام، مع بداية تنفيذ المشاريع بحلول 2026. وتُعد دول مثل فرنسا وألمانيا والسويد من أبرز الدول التي تستضيف مواقع مرشّحة للمصانع العملاقة، إلى جانب مقترحات من دول البلطيق وشرق أوروبا.

التعليقات