31/10/2010 - 11:02

الاعتداءات الإسرائيلية في الخليل تمتد إلى حد "التطهير العرقي"

الاعتداءات الإسرائيلية في الخليل تمتد إلى حد
تتجاوز الحملة الإسرائيلية في الخليل الإجراءات الأمنية، حسب ما تدعيه قوات الاحتلال الإسرائيلي،لتمتد إلى حد "التطهير العرقي" الممارس ضد سكان المدينة.

ويقول مواطنو المدينة إن ما تتطلبه المصالح الإسرائيلية، هي مهمة "مقدسة" بالنسبة للعديد من الفرق المنظمة في أوساط مستوطني الخليل المتحمسين "لأرض إسرائيل الكاملة"، مشيرين إلى أن الحملة الإسرائيلية تهدف إلى اقتلاع آلاف الفلسطينيين من المدينة القديمة وستستمر في أوقات لاحقة بخطة سياسية إسرائيلية تستهدف فرض أمر واقع تكون فيه معظم المناطق المسماة "H2"، وتمثل 30 بالمائة من إجمالي مساحة الخليل،فارغة من التواجد الفلسطيني.

وأضافوا أن الغاية التي يعتنقها (400) مستوطن يقيمون في وسط المدينة وكثيرون من أنصارهم في اليمين الإسرائيلي، تفرض نفسها على حياتهم في الهجمات التي تشنها مجموعات "غاضبة" ومسلحة من المستوطنين على البيوت والمتاجر، وفي القوات العسكرية المتصلة للجنود الإسرائيليين، وفي سلسلة الأوامر العسكرية الصادرة عن قيادة الجيش الإسرائيلي في الضفة، القاضية باستمرار إغلاق العديد من الشوارع ومنع أعمال الترميم لعشرات المنازل، وكذلك إغلاق أحواش قديمة ، إضافة إلى التفاصيل الكثيرة واليومية التي تطال كل ما يتعلق باستمرار تواجد أهالي المدينة في "منطقة محرمة".

وأشاروا إلى أن مدينة الخليل القديمة، هي بكل الحسابات مدينة "تحت النار" وفي القبضة المنفلتة لإرهاب دولة الاحتلال والمستوطنين، الذين ينفذون مذبحة متصلة تطال 40 ألف مواطن يقيمون في المنطقة الممتدة من الحرم الإبراهيمي وحتى مركز باب الزاوية وسط المدينة.

وأضافوا أن الاعتداء على عائلاتنا وممتلكاتنا من قبل المستوطنين، بات شيئًا أشبه بطقوس العبادة " خاصة في الأماكن القريبة من البؤر الاستيطانية المقامة في قلب المدينة" ، فيما تقول عائلات تجد نفسها في "الصف الأمامي للمواجهة" بأن "الغاية المقدسة" متمثلة في إقامة "الخليل اليهودية" في إشارة إلى مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف في شباط عام 1994.

وأضافوا أن الأسلاك الشائكة عند مداخل الأزقة وأطراف الأرصفة امتدت حتى أمام بوابات المنازل و يتم اقتحام المنازل في كل الأوقات ويحتجز جنود الاحتلال الناس الذين يفرون من حظر التجول ويصلبونهم تحت الشمس الحامية .و"هنا" يمكن الاستماع لشهادات كثيرة أخرى عن حياة محاصرة داخل جدران المنازل.

وقالت المواطنة زليخة المحتسب، التي حظيت عائلتها بالعديد من عمليات الدهم والتفتيش بذريعة واهية سوية مع عائلات: اسحق قفيشة، وراسم المحتسب، ومهران المبيدو، وفخري مسودة، وفايز جابر، وحسين الشريف وعائلات أخرى باقية في منازلها القريبة من الحرم الإبراهيمي، إنهم يعيشون تفاصيل "السجن" بهواجس متزايدة جراء تصاعد التدابير الآخذة في الإطباق وتشديد الخناق على حياة مشبعة "بفنون القمع".

وحسب الأرقام، التي تضمنتها دراسة أعدها خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش حول "انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال والمستوطنين "منذ بداية العام الجاري، فقد سقط برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين خلال السبعة أشهر الماضية 25 مواطناً لا تزال تحتجز سلطات الاحتلال 14 شهيداً منهم، فيما هدمت 90 منزلاً بصورة كلية وشردت أصحابها وأحرقت نحو 23 منزلاً واستولت على 96 منزلاً آخر لأغراض عسكرية إلى جانب هدم 16 متجراً ومزرعة وتفجير 45 كهفاً.

وأشارت الدراسة، إلى قيام قوات الاحتلال والمستوطنين بإحراق أكثر من 100 دونم من المزروعات واقتلاع 6 آلاف شجرة وتسييج 400 دونم من الأراضي وتجريف 212 دونماً أخرى، كما أخطرت أصحاب 63 منزلاً بهدمها، وشق 14 طريقاً استيطانياً.

إلى ذلك، كشفت الدراسة،أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت خلال تلك الفترة نحو 1270عملية مداهمة وتفتيش جرى خلالها تحطيم محتويات آلاف المنازل فيما تم تسجيل أكثر من 2052 عملية إطلاق نار صوب المنازل و 259 عملية إطلاق نار صوب مواطنين، والتنكيل والاعتداء على 1178مواطناً، إضافة إلى تسجيل نحو 560خرقاً منذ إعلان الهدنة قبل نحو شهر.

وهكذا يجري تنفيذ مذبحة متصلة تطال الحياة اليومية لسكان الخليل البالغ تعدادهم 200 ألف مواطن، يشكلون جزءاً من سكان المحافظة البالغ تعدادها أكثر من نصف مليون نسمة.

______________________________________________

(المصدر:وفا ، وكالة الأنباء الفلسطينية)

التعليقات