17/08/2016 - 20:02

مدرسة الخان الأحمر... نموذج للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

قرر نتنياهو إغلاق وهدم المدرسة المقامة في التجمعات البدوية شرقي القدس، مطلع الأسبوع الجاري، وأبلغ السفير الإيطالي لدى بلاده بالقرار باعتبار بلاده تدعم المدرسة.

مدرسة الخان الأحمر... نموذج للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

مبكرا انطلق العام الدراسي لطلبة مدرسة الخان الأحمر (الإطارات)، شرقي القدس المحتلة، تحدياً لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القاضي بهدمها بزعم البناء بدون ترخيص.

ومطلع الأسبوع الجاري قرر نتنياهو إغلاق وهدم المدرسة المقامة في التجمعات البدوية شرقي القدس، وأبلغ السفير الإيطالي لدى بلاده بالقرار باعتبار بلاده تدعم المدرسة.

ونظمت وزارة التربية والتعليم، اليوم الأربعاء، حفلا في مدرسة الخان الأحمر، استقبلت خلاله قناصل وسفراء الدول الاجنبية المعتمدة لدى فلسطين، وبمشاركة عدد من المؤسسات الدولية وزراء في الحكومة الفلسطينية.

وقال صبري صيدم، وزير التربية والتعليم الفلسطيني للأناضول، على هامش الحفل " اسرائيل تعتدي على الحق الفلسطيني بالبقاء والتعليم، حركت جرافاتها وأسطولها العسكري وقراراتها لهدم مدرسة، ونحن كان لدينا الرد بالميدان، ببدء العام الدراسي مبكرا".

وأضاف صيدم، "سنبقى هنا حتى لو هدمت المدرسة، سنتعلم فوق الركام".

وأشار إلى أن المؤسسة السياسية الفلسطينية بدأت تحركا دوليا لوقف هدم المدرسة، إضافة إلى إدراج هدمها في الدعوى التي قدمتها فلسطين ضد الاستيطان في المحكمة الجنائية الدولية، منتصف العام الماضي.

وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قررت أمس الأول، الإثنين، بدء العام الدراسي مبكرا في مدرسة الخان الأحمر فقط، تحديا للقرار الإسرائيلي.

ويبدأ العام الدراسي في الضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة في 28 آب/أغسطس الجاري، بحسب وزارة التربية والتعليم.

عبد الله أبو داود، طالب في الصف السادس الأساسي في مدرسة الخان الأحمر، يقول لمراسل الأناضول، "بدأنا العام الدراسي مبكرا هذا العام لنحافظ على مدرستنا، الاحتلال يريد هدمها".

ويضيف، "لا يوجد لنا بديل إذا هدمت المدرسة، المدارس الأخرى بعيدة عنا، يريدون بهذا ترحيلنا من المنطقة".

من جانبها، عبرت الطالبة نسرين جهالين، عن خشيتها من تنفيذ قرار الهدم، بالقول "يريدون هدم المدرسة لكي يفتحون طرقا للمستوطنات، هدمها يعني هدم تعليمنا، وحتى لو فعلوا سنبقى هنا ندرس تحت الشمس، لن نتركها".

وتأمل الطالبة جهالين في إتمام تعليمها بالمدرسة والانطلاق نحو تعليم أعلى يعيدها إليها مجددا كمعلمة، قائلة "أريد أن أصبح مدرسة كي أعلم أطفال التجمع البدوي".

من جانبه، يقول عيد الجهالين، الناطق باسم تجمع "عرب الجهالين" (قبيلة)، "المدرسة عنوان صمود لتجمعات البدو شرقي القدس، وهدمها يعني هدم مدارس لهم في المناطق الأخرى، وخطوة لترحيل السكان لصالح المستوطنات ولصالح مشروع القدس الكبرى (المسمى مشروع E1)".

ويضيف، "المدرسة تقع في التجمع البدوي على الطريق الواصل بين القدس والبحر الميت، إسرائيل تريد أن تخلي السكان لتنفيذ مشروع استيطاني كبير، لكن لن نرحل وسيبقى أبناؤنا يتعلمون حتى على ركام المدرسة".

وتضم مدرسة "الخان الأحمر" 170 طالبًا وطالبة، وتشتهر بمدرسة "الإطارات" كونها شيدت من إطارات المركبات الفارغة، وتفتقر المدرسة، كما كل التجمعات البدوية في المنطقة للكهرباء، لكن صفوفها مضاءة بواسطة الطاقة الشمسية.

وكانت السلطات الإسرائيلية أخطرت المدرسة المشيدة من الطين والإطارات بالهدم منذ تأسيسها عام 2009، بحجة البناء في منطقة مصنفة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حسب اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.

والمنطقة "ج"، بحسب الاتفاق، تشمل المناطق التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية، وتشكل 61% من المساحة الكلية للضفة الغربية.

وتقع المدرسة إلى الشرق من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، إحدى أكبر مستوطنات الضفة الغربية، وعلى أراضي المشروع الاستيطاني الكبير البالغة مساحته 12 كيلومتر مربع، والمعروف باسم "E1"، والذي يهدف إلى ربط المستوطنة بالقدس الغربية.

اقرأ/ي أيضًا| الدعم مقابل المناهج: محاولات لأسرلة التعليم في القدس

وبحسب الفلسطينيين، يهدف المشروع إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم (دونم يعادل ألف متر مربع) تمتد من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة عن وسطها.

التعليقات