01/12/2016 - 16:38

خطاب أبو مازن: 180 دقيقة و232 موجة تصفيق

الرئيس الفلسطيني لم يأت بجديد بخطابه أمام مؤتمر فتح، بينما اعتبره وزير يعمل بوقا لدى نتنياهو بأنه "أكبر عدو لوجود دولة إسرائيل"، والصحف الإسرائيلية تجاهلت الخطاب

خطاب أبو مازن: 180 دقيقة و232 موجة تصفيق

(أ.ف.ب)

يقول عالمون بخفايا الأمور في رام الله إن مؤتمر حركة فتح، المنعقد في المدينة في هذه الأيام، يأتي في إطار الصراع على خلافة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في حال قرر الأخير التنحي عن منصبه. لكن أعضاء المؤتمر كانوا قد انتخبوا أبو مازن بالإجماع، في اليوم الأول، قائدا للحركة.

وفي ثاني أيام المؤتمر، أمس الأربعاء، استعرض أبو مازن رؤية فتح الوطنية والسياسية و'إنجازات' السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية وميادين الأمم المتحدة، بخطاب مطول، امتد على ثلاث ساعات، تخللته جمل اعتراضية كانت عبارة عن جمل فكاهية وتهكمية، ربما كانت عبارة عن تلميحات مقصودة تجاه قياديين في الحركة والسلطة. كما قوطع خطاب الرئيس، خلال ال180 دقيقة، 232 مرة بالتصفيق. باختصار، بدا أبو مازن بمزاج جيد، وربما يشي ذلك بأنه ليس راحلا عن منصبه بالمستقبل القريب، خلافا لما يشاع.

مؤتمر فتح، أمس (رويترز)

ورغم تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لممارساته في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة في ظل حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو، واستفحال الاستيطان ونهب الأراضي في الضفة وإعدام الاحتلال، جنودا ومستوطنين، للفلسطينيين في الشوارع، إلا أن خطاب الرئيس لم يأت بجديد، وإنما كان تكرارا لمواقف عبر عنها منذ فترة أوسلو، قبل أكثر من عقدين.

وكان لافتا في الاقتراحات التي قدمها أبو مازن، دعوته إلى 'دعم مواصلة عمل اللجنة المختصة بالتواصل مع المجتمع الإسرائيلي'، معتبرا، ومعبرا عن اقتناعه أيضا، بأن هذه اللجنة 'أحد أهم أدوات التأثير على شعب الدولة المحتلة' أي الإسرائيليين.

لكن الواقع في إسرائيل، غداة خطاب أبو مازن، كان مختلفا عن أمنيات وآمال الرئيس. إذ أن الصحف الإسرائيلية، مثل 'يديعوت' و'معاريف' وحتى 'هآرتس' الليبرالية المحبة للسلام، صدرت اليوم، الخميس، من دون أي ذكر لأبو مازن أو خطابه. ربما يعود ذلك إلى أن الإسرائيليين لم يجدوا ما يثير اهتمامهم بالخطاب.

وبدلا من ذلك، صرح وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينيتس، الذي يعتبر أحد أبواق نتنياهو، بأن 'أبو مازن هو العدو رقم واحد على مجرد وجود دولة إسرائيل'. واللافت في هذا التصريح، أن شطاينيتس لا يجهل توجس الأجهزة الأمنية من 'اليوم الذي يلي أبو مازن' واستعداد هذه الأجهزة لتصعيد أمني على خلفية الصراعات على خلافة أبو مازن، وإنما هو يستخدم، كغيره من المسؤولين الإسرائيليين، وسائل إعلامهم من أجل التنكيل اللفظي بالفلسطينيين وشحن الجمهور الإسرائيلي بالعنصرية وأفكار اليمين الاستيطاني. وبالمناسبة، هذا هو الجمهور نفسه الذي يعتقد أبو مازن أنه سيؤثر عليه. 

التعليقات