29/03/2019 - 22:01

غزة: الاحتلال يقصف موقعًا لحركة حماس وإصابات في صفوف المتظاهرين

شهد قطاع غزة، الجمعة، اتصالات دبلوماسيّة لحركة حماس مع عدد من الدول العربيّة، أبرزها مصر وقطر، في محاولة لمنع التصّعيد الإسرائيلي، السّبت، وقمع مسيرات يوم الأرض الخالد، التي يُحشد لأن تكون ضخمة، "على أن يتم وضع جداول زمنيّة لتطبيق التفاهمات

غزة: الاحتلال يقصف موقعًا لحركة حماس وإصابات في صفوف المتظاهرين

من فعاليات الإرباك الليلي (أ ب)

قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، منتصف ليل الجمعة السبت، موقعًا عسكريًا لحركة حماس في قطاع غزّة، ادّعى الاحتلال الإسرائيليّ إنه جاء ردًا على إطلاق فعاليات "الإرباك الليلي" لقنابل في السياج الحدودي، بعد ساعات من إصابة 10 متظاهرين شرقيّ القطاع.

ورغم الأنباء عن التوصل إلى تفاهمات برعاية الوفد الأمني المصري بين فصائل المقاومة الفلسطينيّة والاحتلال الإسرائيلي، من ضمنها توقف فعاليّات "الإرباك الليلي"، إلا أنها بقيت مستمرّة مساء الجمعة.

وشهد قطاع غزة، الجمعة، اتصالات دبلوماسيّة لحركة حماس مع عدد من الدول العربيّة، أبرزها مصر وقطر، في محاولة لمنع التصّعيد الإسرائيلي، السّبت، وقمع مسيرات يوم الأرض الخالد، التي يُحشد لأن تكون ضخمة، "على أن يتم وضع جداول زمنيّة لتطبيق التفاهمات، بداية الأسبوع المقبل"، بحسب ما صرّح القيادي في الحركة، خليل الحيّة.

حماس متفائلة... وجدول زمني الأسبوع المقبل

فقد بحث رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنيّة، مع وزير الخارجية القطري هاتفيًا، محمد بن عبد الرحمن، ووكيل جهاز المخابرات المصريّة المتواجد في القطاع، عمرو حنفي، "المفاوضات الجارية من أجل التوصّل إلى تفاهمات تؤمّن المطالب الفلسطينيّة".

وفي غزّة... ينتظرون (أ ب)
وفي غزّة... ينتظرون (أ ب)

ولم تذكر حركة حماس ما هي المطالب الفلسطينيّة الجاري بحثها، إلا أنّ الحيّة قال إنه "تم تقدم رزمة مطالب بعنوان كسر الحصار وهذا حق وليس منّة"، وأضاف أنّ الحركة استمعت من الوفد المصري إلى "جملة إيجابية ومهمة وكبيرة من مطالبنا، وأن والاحتلال سيكون تحت الاختبار لتنفيذ وتطبيق ما استمعنا له من إيجابية في اللقاء"، وأضاف الحيّة أنّه سيتم وضع جداول زمنية لتطبيق التفاهمات مع الاحتلال برعاية مصرية مع بداية الأسبوع المقبل.

الجهاد تتوعّد

وفي مقابل الإيجابية التي تحدث فيها الحيّة، حذّر الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو حمزة، الاحتلال الإسرائيلي من استهداف المدنيين المقرر مشاركتهم في مسيرات العودة، قائلًا إن "قتل المدنيين سيجلب الحرب"، مضيفًا أن "الشعب الفلسطيني اتخذ قرارًا بإنهاء حصار غزة ولن يُثنيه عن ذلك كل الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال".

ما هي التفاهمات المتوقّعة؟

وفي وقت سابق الجمعة، قال مسؤولون في الفصائل الفلسطينية لـ"فرانس برس"، إنّ الفصائل أبلغت الوفد الأمني المصري موافقتها على إبعاد المتظاهرين في احتجاجات "المسيرة المليونية"، السبت، لـ300 متر ووقف "الأعمال الخشنة" على حدود غزة، مقابل وقف إسرائيل إطلاق النار الحي وإدخال تسهيلات.

أما "الأعمال الخشنة"، وفق المسؤول الفلسطيني، فهي "البالونات الحارقة والمتفجرة والقنابل اليدوية والصوتية واقتحام وقص الأسلاك الشائكة وإشعال إطارات السيارات بجانب السياج الفاصل".

في حين قال مسؤول آخر في الفصائل الفلسطينيّة إن "ما تم الاتفاق عليه هو تطبيق تفاهمات 2014 للتهدئة التي أعقبت الحرب ولكن طالبنا بوقف العدوان الإسرائيلي في السجون ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية وتلقينا تطمينات عبر الوفد المصري"، وأشار إلى أنه سيتم توجيه دعوات للمنظمات الإنسانية والدولية والحقوقية "لمراقبة ورصد محاولات الاحتلال العدوانية وانتهاكاته وتجاوزاته المتوقعة والمقروءة من تهديداته بحشوداته خلال المسيرة المليونية السبت".

عودة إلى تفاهمات ما بداية الشهر الماضي؟

والسبت الماضي، أي قبل إطلاق الصاروخ على السهل الساحلي الأوسط (الشّارون)، ذكر موقع "واينت" أن إطلاق القذيفتين على تل أبيب، قبل أسبوعين، جاء أثناء اجتماع "إيجابي" لأعضاء الوفد المصري مع قيادات حماس، غير أن إطلاق القذيفتين أوقف الاجتماع وسبب مغادرة أعضاء الوفد المصري لقطاع غزّة الذي لم يعودوا إليه حتى الآن.

حشود عسكريّة إسرائيلية في محيط غزّة (أ ب)
حشود عسكريّة إسرائيلية في محيط غزّة (أ ب)

وتركّزت مفاوضات الوفد المصري على تهدئة من ثلاث مراحل، أولها تسهيلات اقتصاديّة فورية لسكان القطاع، تشمل زيادة قطر لمنحتها، وزيادة كميّة الوقود التي تدخل لمحطة توليد الطاقة، وفتح معبر رفح بشكل دائم وزيادة مساحة الصيد قبالة شواطئ قطاع غزّة إلى عشرين ميلا، ومشاريع للعمل برعاية الأمم المتحدة وتمويل دولي، أما بخصوص "مسيرات العودة"، فنقل الموقع عن مصادره أنّ رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "غير مستعد للتعهّد بوقف مسيرات العودة وإطلاق البالونات الحارقة، هو، على الأكثر، مستعدّ، إن أتمّت إسرائيل ومصر وقطر والأمم المتحدة تعهداتها، بتحفيف وتيرة مسيرات العودة".

أما في المرحلة الثانية من التهدئة، "فكانت إسرائيل على استعداد لمدّ خط توتّر لمدّ كهرباء بوتيرة دائمة لقطاع غزّة، على مدار اليوم... لكنّ عباس غير مستعد لدفع تكاليف خطّ الكهرباء والسنوار غير موافق على أن يكون ذلك في مقابل وقف إنتاج الصواريخ وحفر الأنفاق"، بحسب الموقع.

 في حين أن المرحلة الثالثة كان المقرر أن تشمل "بناء بنى تحتية واقتصاديّة واسعة، بما في ذلك ميناء بحري" في قطاع غزّة، في مقابل اختراق جدّي في ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزّة.

10 مصابين برصاص الاحتلال

على الأرض، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الجمعة، إصابة 10 متظاهرين، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وقنابل الغاز، شمالي القطاع، خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرة العودة الأسبوعية.

كما أطلقت مدفعيّة الاحتلال الإسرائيلي طلقاتها تجاه مقار لحركة حماس، ادّعى الاحتلال أنها ردًا على إطلاق قنابل قرب السياج الحدودي.

وأشارت وزارة الصحّة الفلسطينيّة إلى أن من بين المصابين مسعفٌ أصيب بقنبلة غاز في ساقه اليمنى، فيما أصيب البقية بجراح مختلفة بالرصاص.

وذكرت أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت سيارة إسعاف تابعة للوزارة، بقنبلة غاز مباشرة، ما أدى إلى تحطم زجاجها الأمامي شرق غزة".

وأبدت الوزارة "قلقها الكبير إزاء استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف خلال مسيرة العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة".

ودعت "المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لحمايتها وتسهيل عملها الإنساني".

وتوافد فلسطينيون، مساء الجمعة، بشكل محدود، نحو مخيمات "العودة" المُقامة على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، للمشاركة بفعاليات "مسيرات العودة" السلمية.

ويستعد آلاف الفلسطينيين للمشاركة في مسيرات السبت، التي تصادف الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرة العودة، الموافقة لذكرى يوم الأرض 30 مارس/آذار من كل عام.

ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف بجراح مختلفة.

التعليقات