10/06/2025 - 13:03

لجنة تحقيق أممية: استهداف إسرائيل للمدارس والمواقع الدينية والثقافية بغزة "جرائم إبادة"

"بقتلھا المدنیین الذین لجأوا إلى المدارس والأماكن الدینیة، ارتكبت قوات الأمن الإسرائیلیة جریمة ضد الإنسانیة تتمثل في الإبادة، وإسرائيل تهدف لمحو الحياة الفلسطينية في غزة. وقد حوّلت جزءا من حرم جامعة الأزھر إلى كنیس للجنود"

لجنة تحقيق أممية: استهداف إسرائيل للمدارس والمواقع الدينية والثقافية بغزة

صورة التقطت أول من أمس لمدرستين في جباليا دُمرتا بغارة إسرائيلية (Getty Images)

أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة اليوم، الثلاثاء، أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في غزة تُشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في "الإبادة".

وشددت اللجنة في تقريرها على أن "استهداف إسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني سيضر بالأجيال الحالية والقادمة، وعرقل حقهم في تقرير المصير".

واتهمت اللجنة في بيان إسرائيل بأنها "دمرت النظام التعليمي في غزة ودمرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، كجزء من هجوم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني، ارتكبت فيه القوات الإسرائيلية جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانة تتمثل في الإبادة".

وأكدت رئيسة اللجنة، الجنوب إفريقية نافي بيلاي، في البيان، أنه "نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".

وشكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكوّنة من ثلاثة أشخاص، في أيار/مايو 2021، للتحقيق في انتهاكات للقانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

واتهمت اللجنة القوات الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب شملت هجمات على المرافق التعليمية و"قتل المدنيين الذين لجأوا إلى المدارس والأماكن الدينية، وارتكبت قوات الأمن الإسرائيلية جرمة ضد الإنسانة تتمثل في الإبادة".

تدميرحرم جامعة الأزهر بغزة (Getty Images)

وإذ أشار التقرير إلى أن مثل هذا التدمير لا يمثل "في حد ذاته إبادة جماعية"، فإنه "دليل على أن مثل هذا السلوك قد يسمح مع ذلك باستنتاج وجود نية ارتكاب إبادة جماعية لتدمير مجموعة محمية".

وأضافت بيلاي: "لقد فقد أطفال غزة طفولتهم"، مضيفة أن "ما يثير القلق بشكل خاص هو استهداف المرافق التعليمية على نطاق واسع، والذي امتد إلى ما هو أبعد من غزة".

وأوضحت "أن استهداف المواقع التراثية وتدمیرھا، وتقیید الوصول إلیھا في الضفة الغربیة ومحو تاريخها المتوارث، يُقوّض الروابط التاريخية للفلسطينيين بالأرض ويُضعف هويتهم الجماعية".

وأمام القصص والصور المروعة الآتية من غزة، تتزايد الأصوات التي تصف حرب إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بـ"الإبادة الجماعية".

وفي خطاب صادم ألقاه في منتصف أيار/مايو أمام مجلس الأمن، دعا منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قادة العالم إلى اتّخاذ إجراءات "لمنع وقوع إبادة" في غزة.

وأكدت اللجنة أنها وجدت "أدلة دامغة" على أن قوات الأمن الإسرائيلية استولت على مرافق تعلیمیة واستخدمتھا "كقواعد عسكریة أو مناطق انطلاق لنشاطھا العسكري، بما في ذلك تحویل جزء من حرم جامعة الأزھر في المغراقة، إلى كنیس یھودي للجنود".

كما اتهمت السلطات الإسرائيلية باستهداف الأساتذة والطلاب في إسرائيل الذين يتضامنون مع سكان غزة.

وستقدم اللجنة تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان، في 17 حزيران/يونيو. وكانت نشرت عدة تقارير منذ بداية الحرب في غزة حيث يتعرض السكان لخطر المجاعة بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية، وفقا للأمم المتحدة.

في العام الماضي، أكدت اللجنة على أن الهجمات على الطواقم الطبية في غزة هي "جريمة حرب وجريمة إبادة ضد الإنسانية"، وأن الهجمات "المنهجية" على الصحة الإنجابية "أعمال إبادة جماعية".

التعليقات