خلال عملياته العسكرية الأخيرة شمال الضفة الغربية المحتلة، استحدث الجيش الإسرائيلي أسلوبا جديدا لتنغيص حياة الفلسطينيين، حيث يستولى على منازلهم ويطردهم منها ليحوّلها إلى مقار لجنوده، ويستخدمها مراكزا للتحقيق مع المعتقلين.
الأهالي يقولون إن الجيش الإسرائيليّ، شرع في الأيام الأخيرة بتنفيذ عمليات عسكرية، طالت عددا كبيرا من البلدات شماليّ الضفة الغربية، واستمرّت لعدة أيام، تركزت في بلدات بمحافظات جنين وطولكرم وقلقيلية.
وأشاروا إلى أن القوات الإسرائيلية استولت على منازل فلسطينية، وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية، بعد أن طردت سكانها وعاثت بها خرابا.
طردونا وحطموا محتويات المنزل
وفي بلدة صانور جنوب جنين يؤكّد الأهالي، إن القوات الإسرائيلية اقتحمتها برفقة آليات عسكرية ومدرعات، واستولت على أكثر من 10 منازل بعد أن طردت أصحابها، وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية.
القوات الإسرائيلية استولت على منازل فلسطينية في #الضفة_الغربية، وحوّلتها إلى ثكنات عسكريّة، بعد أن طردت سكانها، وعاثت بها خرابا، ودمّرت محتوياتها.
— موقع عرب 48 (@arab48website) June 26, 2025
للتفاصيل: https://t.co/TzvI7OzDuI pic.twitter.com/J3mIHLvX8O
المسنّة الفلسطينية نصيحة جرار (75 عاما)، تروي تفاصيل تحويل منزلها إلى ثكنة عسكرية وتخريب محتوياته، وتقول: "عند الساعة الحادية عشر ليلا من مساء السبت اقتحم نحو 50 جنديا المنزل، فتشوه وصادروا الهواتف المحمولة، وسط استنفار وتوجيه فوهات البنادق تجاه أفراد العائلة".
وتسكن المسنّة جرار وحفيدها الشاب في الطابق العلوي من المنزل، بينما يسكن عائلة نجلها في الطابق الأرضي.
تضيف: "بعد التفتيش طلب منا الجنود مغادرة المنزل لمدة أربعة أيام"، مبينة أن محاولات العائلة الاعتراض فشلت وأن الجيش استولى على البيت قسرا.

وبدا منزل جرار مبعثرا بعد أن انسحب الجيش الإسرائيلي منه.
وتقول: "كل شيء مدمر تم تكسير بعض المقتنيات، ولم نجد شيئا مكانه، كان الجنود يأكلون ويشربون في المنزل، الأوساخ في كل مكان، كمية الدمار والأوساخ لا تصدق".
تخرج جرار فراشا في الهواء وتقول: "كل شيء بحاجة لتنظيف، الحمامات ومصارف المياه مغلقة بسبب رمي الأوساخ فيها".
وأمضت العجوز وعائلتها أياما في بيت ابنتها في بلدة ميثلون المجاورة بعد أن طردت من منزلها.
مركز تحقيق
أما بيت هشام أبو راس، في صانور، فقد تم تحويله إلى ثكنة عسكرية ومركزا للتحقيق الميداني مع المعتقلين بعد الاستيلاء عليه وطرد أصحابه.

ففي ساحة المنزل تظهر بعض المرابط البلاستيكية التي تستخدم لتكبيل المعتقلين الفلسطينيين، وقطع قماش تستخدم لعصب أعين المحتجزين.
يقول أبو راس: "أجبرنا على إخلاء المنزل، ونزحنا إلى بيت ابنتي في بلدة مسلية القريبة من البلدة، تركنا بيت مكون من 4 طبقات للجنود".
يتفقد أبو راس المنزل بعد خروج الجنود الإسرائيليين منه ويقول: "البيت كان منظما، لكن عندما عدنا لم نجد شيئا بمكانه، تم استخدام كل شيء في المنزل الفراش تم نقله ووجدنا آثار الطعام والشراب والأوساخ في كل مكان".
المواطن الفلسطيني استنكر الحالة التي وجد عليها بيته، وقال مستهجنا: "بأي حق يتم الاستيلاء على منزل خاص وتحويله إلى ثكنة عسكرية!".
ويضيف أن العائلة ومنذ ساعات الفجر وبعد انسحاب الجيش تعمل على إعادة ترتيب وتنظيف المنزل.

ونفذ الجيش الإسرائيلي، عشرات العمليات المشابهة في بالضفة الغربية، وكان أبرزها في بلدات جلبون وعانين وجبع بمحافظة جنين، وزيتا وصيدا بمحافظة طولكرم، وجيوس وعزون بمحافظة قلقيلية، وعارورة شمال رام الله.
يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وبالتوازي مع الحرب على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية والقدس، ما أدى إلى استشهاد 981 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و 500، وفق معطيات فلسطينية.

التعليقات