إسرائيل تحول المستوطنات إلى تراث: "خطوة أخرى نحو السيادة"

وزارة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية ترصد ميزانية بمبلغ 1.5 مليون شيكل لمشروع يوثق الاستيطان ويُعرض على الجمهور في إسرائيل* قناة "كان" الرسمية تتنازل عن حقوق بث مباريات منتخب إسرائيل بسبب منع بثها في المستوطنات

إسرائيل تحول المستوطنات إلى تراث:

لافتة بالقدس تحذر نجم برشلونة، ليونيل ميسي، من اللعب ضد المنتخب الإسرائيلي بالقدس (أ.ف.ب.)

قررت وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، غيلا غمليئيل، من حزب الليكود الحاكم، رصد مبلغ مليون ونصف المليون شيكل من ميزانية وزارتها لصالح مشروع يرمي إلى تحسين صورة المستوطنات والمستوطنين أمام الجمهور، فيما قررت قناة "كان" التلفزيونية الإسرائيلية الرسمية التخلي عن بث مباريات المنتخب الإسرائيلي في إطار التصفيات لليورو والمونديال بعد أن اشترط اتحاد كرة القدم الأوروبي عدم بثها في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

ويتضمن مشروع غمليئيل توثيقا بالفيديو لأقوال مؤسسي المشروع الاستيطاني وأقوال المئات من المستوطنين الذي شاركوا في هذا المشروع، وعرضه على الجمهور.

ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الاثنين، عن مصادر في وزارة المساواة الاجتماعية ادعائهم أن المشروع عبارة عن توثيق حكومي منهجي أولي للمشروع الاستيطاني، ووصفوه بأنه "خطوة أخرى نحو السيادة". وبحسب هذه المصادر فإنه استوحيت فكرة المشروع من المشروع السينمائي للمخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ حول توثيق بالفيديو لشهادات ناجين من المحرقة.

وزعمت غمليئيل، في ردها على سؤال حول السبب الذي يجعل وزارتها تمول مشروعا كهذا، أنه جزء من مشروع أوسع لتوثيق "جاليات يهودية مختلفة"، وبينها المهاجرين من دول عربية وإيران وأثيوبيا والهند إلى إسرائيل. وتابعت أنه "كمن رافقت الاستيطان طوال سنين، أرى أهمية في تكريم المساهمة الكبرى لقدامى ومؤسسي الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة. وهذا المشروع الريادي – القومي لم يوثق ويروى حتى الآن، وحان الوقت للتصحيح".

وتعتزم الوزارة تحويل مقاطع الفيديو إلى أفلام وثائثية يتم بثها عبر موقع في الانترنت وتطبيق على العواتف الخليوية. ويرافق ذلك طاقم أكاديمي يستعرض معلومات مكملة للشهادات، وسيتم إنتاج أفلام حول "تراث الاستيطان". ويشارك في هذا المشروع مجلس المستوطنات ومركز تراث مناحيم بيغن. وقال رئيس مجلس المستوطنات، حنانئيل دورني، إن المشروع "سيسهم كثيرا في تعزيز وترسيخ الاستيطان".

حقوق البث بالأراضي المحتلة

أعلنت قناة "كان" التلفزيونية الإسرائيلية الرسمية أنها ستتخلى عن حقوقها ببث مباريات المنتخب الإسرائيلي في تصفيات دوري اليورو والمونديال، بعد أن اشترطت اتحاد كرة القدم الأوروبي عدم بث المباريات في المستوطنات. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الاثنين، عن بيان للقناة أنه "لن نوافق على ألا نبث في يهودا والسامرة، ونحن نتنازل عن مناقصة بث مباريات المنتخب الإسرائيلي".

وكانت قناة "كان" فازت، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بمناقصة بث مباريات المنتخب الإسرائيلي، ودفعت مبلغ خمسة ملايين يورو للحصول على حقوق البث بقناة "كان" بالعبرية وقناة "مكان" بالعربية. إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر في "كان" قولها إن العقد الذي جرى توقيعه مع اتحاد كرة القدم الأوروبي ينص على أن حقوق البث تسري في إسرائيل فقط ولا تسري في الأراضي الفلسطينية، أي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبحسب "يديعوت"، فإن الاتحاد لم يوضح ما إذا كان البث يسري على القدس المحتلة أم لا.

وقالت المصادر في "كان" إن حقوق بث المباريات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأراضي الفلسطينية أيضا اشترتها شركة قطرية، ويبدو أن المقصود هي قنوات "bein".

وقالت وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغف، في بيان، إن "المنظمات الرياضية لن ترسم حدود الدولة"، معتبرة أنه "حان الوقت كي يستوعبوا أن يهودا والسامرة هي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل. واتحاد كرة القدم الأوروبي يسدد هدفا ذاتيا. ويجب أن يشمل البث مئات الآلاف من مواطنينا الذين يقطنون في يهودا والسامرة".

التعليقات