التقى محامو مركز "عدالة" الحقوقي خلال الـ24 ساعة الماضية، بـ331 ناشطا كانوا على متن "أسطول الصمود" العالمي في ميناء أسدود، إذ جرت هناك جلسات استماع أمام سلطة الهجرة الإسرائيلية، بعضها من دون السماح لطاقم محامي "عدالة" والمحامين المتطوعين بتقديم الاستشارة القانونية لهم؛ بحسب تحديث صدر عن المركز الحقوقي بشأن النشطاء المحتجزين.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
جاء ذلك بعد اقتحام القوات الإسرائيلية السفن الساعية إلى كسر الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة، وسحبها قسرًا عقب الاعتراض غير القانوني للأسطول في المياه الدولية، في ظل استمرار الإبادة الجماعية وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين وتجويعهم.
وذكر "عدالة" في بيانه، أنه "حتى الأمس، كان المشاركون في حالة مستقرة نسبيًا، فيما كنا نتابع أوضاعهم عن كثب. وخلال تقديم الاستشارة ولقاء المحامين، وصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بهدف الاستفزاز وإهانة النشطاء، إذ أجبرت القوات الإسرائيلية المشاركين على الركوع مُقيّدي الأيدي بأربطة بلاستيكية لمدة تزيد عن خمس ساعات، وذلك بعد أن هتفوا مطالبين بحرية فلسطين".
وأضاف "كما جرى تصويرهم واستغلال ذلك في عرض مهين يهدف إلى الإذلال؛ وسبق ذلك حملة تشويه من قبل المسؤولين الإسرائيليين، الذين وصموا أعضاء الأسطول زورًا بأنهم ’إرهابيون’ في محاولة لنزع الشرعية عن مهمتهم الإنسانية".
وأشار "عدالة" إلى أن الاعتراض بحد ذاته غير قانوني، إذ يشكّل اعتراض السفن انتهاكًا للقانون الدولي ويرقى إلى عملية اختطاف مدنيين من المياه الدولية. وتتذرع إسرائيل بارتكاب هذه الأفعال بفرضها حصارًا بحريًا، الأمر الذي لا يمكن اعتباره قانونيًا، سيما وأن الحصار نفسه غير قانوني ويشكّل عقابًا جماعيًا وجزءًا أساسيًا من الإبادة الجماعية المستمرة منذ عامين، بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح حرب.
وقال إنه "طوال هذه العملية، جرى انتهاك حقوق المشاركين بشكل ممنهج، إذ حُرموا من الحصول على الأدوية والماء واستخدام المراحيض. كما لم يتم إخطار المحامين ببدء سلطة الهجرة بعقد جلسات الاستماع، وبعد انتظار دام أكثر من تسع ساعات، علم المحامون بذلك فقط بعد أن بادر النشطاء بالاتصال بهم".
وزاد "كذلك، قامت السلطات بنقل المشاركين من ميناء أسدود إلى سجن ’كتسيعوت’ في النقب، وشرعت في جلسات المحاكم من دون إبلاغ الطاقم القانوني، ومن دون أي تمثيل قانوني. المحامون موجودون الآن في جلسات المحاكم حيث يُنظر في أوامر الاعتقال التي تُجيز الاحتجاز إلى حين الترحيل".
وأكد مركز "عدالة" أنه يواصل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حصر ومتابعة أوضاع جميع المشاركين، بمن فيهم الذين لم يتسن لقاؤهم حتى الآن، إلى جانب زيارتهم في السجن. كما كرر مطلبه بالإفراج الفوري عنهم لعدم قانونية اعتقالهم، واستعادة ممتلكاتهم الشخصية والإمدادات الإنسانية.
نادي الأسير: سجن "النقب" تحول إلى ساحة لجرائم التعذيب والقتل البطيء
قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ سجن "النقب" الذي تحتجز فيه سلطات الاحتلال نشطاء "أسطول الصمود"، يُعدّ واحدًا من أبرز السجون التي وُثّقت فيها مئات الجرائم والانتهاكات بحقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
وأضاف نادي الأسير، أنّ سجن "النقب" يضم آلاف الأسرى الفلسطينيين، وبينهم معتقلون من غزة، مشيرًا إلى أنّ عددًا من الأسرى استشهدوا فيه منذ بدء حرب الإبادة، ومن بينهم الأسير ثائر أبو عصب الذي استُشهد جرّاء الضرب المبرح والتعذيب على أيدي وحدات القمع.
وتابع نادي الأسير، أنّ "المقاطع التي نشرها مجددًا الوزير الفاشي بن غفير ليست الأولى من نوعها، سواء من داخل سجن ’النقب’ أو غيره من السجون، إذ سبق أن ظهر في مشاهد مشابهة وهو يصف الأسرى الفلسطينيين بأبشع الأوصاف، ويهدّدهم بالقتل، ويستعرض عمليات التنكيل والإذلال بحقّهم. وما جرى اليوم بحقّ المتضامنين الأحرار يُشكّل امتدادًا لهذه السياسة".
كما أدان نادي الأسير العدوان الذي شنّته سلطات الاحتلال على نشطاء "أسطول الصمود" واستمرار احتجازهم في أحد أسوأ السجون الإسرائيلية، إلى جانب الهجوم الذي شنّه الوزير الفاشي بن غفير بوصفهم "إرهابيين".
وأكّد أنّ "الجرائم والفظائع التي ترتكبها منظومة السجون الإسرائيلية تجاوزت كل القوانين والأعراف الحقوقية الدولية، إذ تحوّلت السجون والمعسكرات الإسرائيلية إلى ساحات للإبادة بأشكال مختلفة، نتيجة الجرائم الممنهجة التي ارتُكبت على مدار العامين الماضيين".
يُذكر أنّ سجن "النقب"، أو ما يُعرف تاريخيًا بـ"معتقل أنصار 3"، أنشأه الاحتلال عام 1988 عقب اندلاع الانتفاضة الأولى، واحتُجز فيه آلاف الأسرى مع تصاعد المواجهة في تلك الفترة، واستُشهد فيه العديد منهم.
وختم نادي الأسير بالتأكيد على توجيه التحية لنشطاء "أسطول الصمود" الذين حملوا رسالتهم الإنسانية في وقت يواصل فيه المجتمع الدولي عجزه الممنهج أمام حرب الإبادة المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني.
اقرأ/ي أيضًا | "عدالة": إسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي "أسطول الصمود"
التعليقات