حماس تتهم واشنطن بفبركة مزاعم "نهب المساعدات" لتبرير تقليصها

اتهمت حركة حماس القيادة المركزية الأميركية باختلاق رواية "نهب شاحنة مساعدات" في غزة لتبرير تقليص الإغاثة وتغطية الانتهاكات الإسرائيلية، وشددت على أن الأجهزة الشرطية الفلسطينية قدّمت مئات الشهداء خلال تأمين القوافل الإنسانية ولم تُسجَّل ضدها أي حوادث نهب أو سرقة.

حماس تتهم واشنطن بفبركة مزاعم

(Getty Images)

استنكرت حركة حماس، اليوم الأحد، ما وصفته بـ"الافتراءات الأميركية" الصادرة عن القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) بشأن ما زُعم أنه "نهب شاحنة مساعدات" في جنوب قطاع غزة.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وشددت الحركة، في بيان، على أن الادعاءات "باطلة ولا أساس لها من الصحة"، وتندرج في إطار "التبرير لتقليص المساعدات الإنسانية والتغطية على عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحصار وتجويع المدنيين".

وأوضحت الحركة أن الأجهزة الشرطية والأمنية في غزة "قدمت أكثر من ألف شهيد ومئات الجرحى أثناء قيامها بواجبها في تأمين قوافل الإغاثة وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها".

وأشارت إلى أن "مظاهر الفوضى والنهب التي شهدتها بعض المناطق انتهت فور انسحاب قوات الاحتلال"، وهو ما يثبت، بحسب البيان، أن "الاحتلال كان الجهة التي رعت تلك العصابات وأدارت الفوضى".

وأضافت حماس أن "أيًّا من المؤسسات الدولية أو المحلية، ولا حتى السائقين العاملين في القوافل الإغاثية، لم يتقدموا بأي بلاغ أو شكوى" حول أي حادثة من هذا النوع، معتبرة أن "المشهد الذي استندت إليه القيادة المركزية الأميركية مختلق ومفتعل لتبرير سياسات الحصار وتقليص الدعم الإنساني".

وانتقدت الحركة ما وصفته بـ"ازدواجية المعايير الأميركية"، قائلة إن "الطائرات الأميركية التي التقطت مشهدًا مزعومًا لشاحنة لم ترصد الجرائم اليومية للاحتلال الإسرائيلي التي يراها العالم بأسره"، مشيرة إلى "استشهاد أكثر من 250 فلسطينيًا منذ بدء وقف إطلاق النار، 91% منهم من المدنيين، بينهم عشرات الأطفال والنساء".

كما أشارت إلى أن "الطائرات الأميركية لم ترصد الاختراقات اليومية للخط الأصفر، ولا تدمير منازل المدنيين، ولا نقص الوقود والمساعدات الغذائية"، داعية الإدارة الأميركية إلى "التحلي بالمسؤولية السياسية والضمير الإنساني، بدلاً من تبرير خروقات الاحتلال وعدوانه المستمر".

وفي سياق متصل، نفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاتهامات الأميركية، واعتبرها "ادعاءات مفبركة تستهدف تشويه صورة الأجهزة الشرطية الفلسطينية التي ترافق قوافل الإغاثة وتؤمن وصولها إلى مستحقيها".

وأكد المكتب أن "أي مؤسسة دولية عاملة في القطاع لم توثق أي حالة نهب أو سرقة للمساعدات من قبل الأجهزة الأمنية"، بل إن "تلك المؤسسات تشيد بدورها في منع الفوضى وتأمين المساعدات رغم استهدافها المتكرر من قبل قوات الاحتلال".

وأشار البيان إلى أن "القيادة المركزية الأميركية لم تقدّم أي دليل مادي على مزاعمها، ولم تحدد تاريخ الحادثة أو موقعها أو هوية من ظهروا في الفيديو"، لافتاً إلى أن "عدد المنظمات الإنسانية الفاعلة فعلياً في غزة لا يتجاوز 22 منظمة، تعاني معظمها من المنع والتضييق من قبل الاحتلال الذي يعرقل دخول المساعدات ويقيد حركتها بشكل ممنهج".

وختم المكتب الإعلامي الحكومي بالتأكيد على أن "الادعاءات الأميركية تمثل محاولة فاشلة لتغطية الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة"، داعياً "الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار إلى التدخل العاجل لإلزام الاحتلال باحترام التزاماته ووقف الخروقات اليومية التي تواصل تعميق المأساة الإنسانية في غزة".

التعليقات