تحل اليوم الذكرى السابعة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطيني، التي شهدت تهجير ما يقارب 957 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يعيشون في نحو 1300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948، وذلك بفعل المجازر والتطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية آنذاك.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
تأتي هذه الذكرى هذا العام في ظل عدوان إسرائيلي همجي متواصل على قطاع غزة، أسفر حتى الآن عن استشهاد 52,928 فلسطينيا، أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة 119,846 آخرين، مع وجود آلاف الضحايا العالقين تحت الأنقاض.
تقام فعاليات النكبة هذا العام تحت شعار "لن نرحل... فلسطين للفلسطينيين"، حيث تنطلق مسيرة مركزية من مدينة رام الله من أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات إلى دوار المنارة، بعد وضع أكاليل من الزهور على الضريح.
وتشمل الفعاليات التي تقام في الضفة الغربية لحظة صمت لمدة 77 ثانية، تتزامن مع إطلاق صافرات الحداد من المساجد والإذاعات المحلية ودق أجراس الكنائس، بالإضافة إلى افتتاح معرض فني في متحف محمود درويش يضم 77 لوحة من إنتاج فنّانين من أراضي الـ48 والشتات.
وفي مخيمات اللجوء والشتات، ينظم الفلسطينيون وقفات ومسيرات رافعين أعلاما تحمل أسماء مدنهم وقراهم التي هجر منها أجدادهم، إلى جانب مفاتيح العودة والرايات السوداء، في تجسيد رمزي لحقهم التاريخي الذي لا يسقط بالتقادم. كما تحيي الجاليات الفلسطينية حول العالم الذكرى بمسيرات تؤكد على قدسية هذا الحق.
ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن الاحتلال الإسرائيلي سيطر عام 1948 على 774 تجمعا سكنيا فلسطينيا، دمر منها 531 بالكامل، وارتكب أكثر من 70 مجزرة أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني. كما جرى تهجير آلاف الفلسطينيين داخليًا في المناطق التي أصبحت تحت سيطرة الاحتلال.
وبعد 77 عاما من النكبة، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يرتكب أفظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، والتي تصاعدت منذ بدء عدوانه على غزة والضفة الغربية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
رغم التهجير المستمر، بلغ عدد الفلسطينيين داخل دولة فلسطين حتى منتصف عام 2025 نحو 5.5 مليون نسمة، منهم 3.4 مليون في الضفة الغربية، و2.1 مليون في قطاع غزة – وهو عدد انخفض بنسبة 10% عن التقديرات السابقة بسبب العدوان المستمر.
ويقدر عدد الفلسطينيين حول العالم بـ15.2 مليون نسمة، أكثر من نصفهم يقيمون خارج فلسطين التاريخية، بينهم 6.5 مليون في الدول العربية.
وفي المقابل، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود نحو 7.4 مليون يهودي، ما يجعل عدد الفلسطينيين والإسرائيليين متساويا داخل فلسطين التاريخية حتى منتصف 2025.
وفي غزة وحدها، تشير التقديرات إلى نزوح قرابة مليوني فلسطيني من أصل 2.2 مليون، بسبب العدوان الإسرائيلي، بعدما فقدوا منازلهم وتوزعوا على الخيام والمدارس، في ظروف إنسانية بالغة القسوة. ورغم النزوح، لم يسلم كثير منهم من القصف، حيث لاحقتهم آلة الحرب الإسرائيلية إلى أماكن نزوحهم.
إنها نكبة مستمرة، تتجدد فصولها كل يوم، لكن إرادة الشعب الفلسطيني بالبقاء والعودة لا تزال راسخة، جيلا بعد جيل.
التعليقات