المواجهات مع الاحتلال: انتفاضة ثالثة أم إرهاب مستوطنين

في ظل اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي وسوائب المستوطنين على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية المحتلتين وارتقاء 4 شهداء برصاص جنود الاحتلال وإصابة المئات من الجرحى والاعتقالات المتواصلة وهدم المنازل،

المواجهات مع الاحتلال: انتفاضة ثالثة أم إرهاب مستوطنين

مواجهات مع الاحتلال

في ظل اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي وسوائب المستوطنين على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية المحتلتين، وارتقاء 4 شهداء برصاص جنود الاحتلال وإصابة المئات من الجرحى والاعتقالات المتواصلة وهدم المنازل، تزايد الحديث عن احتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة بعد انسداد أفق الحل السياسي، بينما رأى البعض أنه رغم احتدام واتساع رقعة المواجهات فإنه من المبكر الحديث عن انتفاضة بقدر ما يمكن اعتبار ما يجري إرهاب مستوطنين لنشر الرعب والترهيب والقتل ضد الفلسطينيين وما يحدث هو في إطار ردود فعل لقطاعات من الشعب الفلسطيني على هذه الجرائم.

المصري: 'هناك عوامل كثيرة تفتح الأبواب على انتفاضة ثالثة لكن...'

المحلل السياسي، هاني المصري، لم يسقط خلال حديثه لـ'عرب 48' احتمالات اتساع رقعة المواجهة وتعمقها نحو انتفاضة ثالثة مع عدم إسقاط احتمال تراجعها، وقال إنه 'من جهة هناك عوامل كثيرة تدفع نحو الانتفاضة مع تراكم هذه الأسباب ومنها فشل الاتفاقيات وانسداد الأفق لحل سياسي والهجمة الاستعمارية المتصاعدة على الشعب الفلسطيني بما فيها على عرب الداخل وبالذات على مدينة القدس والمقدسات وكذلك حصار غزة مع استمرار اعتداءات المستوطنين'.
وأضاف أن 'أهم العوامل التي قد تدفع نحو التصعيد ليست الصراع مع الحكومة الإسرائيلية فحسب بل اعتداءات المستوطنين ونشاطهم العدواني والسافر في الميدان الأمر الذي لم يكن في السابق والانتفاضات السابقة على هذا النحو السافر وهذه جميعها عوامل من شانها أن تدفع لتبقي الأبواب مفتوحة على احتمالات تطور الأحداث نحو إمكانية اتساع رقعة المواجهة وتعمقها، لكن هناك عوائق وموانع تعيق تحول المواجهات الحاصلة إلى انتفاضة وأهم عائق هو أصحاب القرار في القيادة الفلسطينية وغياب القناعة لديهم بذلك وليس فقط الإرادة وانعدام القرار السياسي والتنظيم فقد تتعرض هذه النشاطات والمواجهات إلى حالة من الفوضى وعدم التحكم بها والسيطرة عليها بشكل منظم وفعال'. واعتبر أن 'إسرائيل غير معنية بمواجهة شاملة مع الفلسطينيين على عكس ما تصرح وتعلنه السلطة، وذلك خشية من انهيار السلطة الفلسطينية مع انعدام البدائل بالإضافة إلى أنني أعتقد أن حركة حماس هي الأخرى غير مقتنعة بجدوى الانتفاضة، وهي تعول على الكفاح المسلح وتعتبره أكثر جدوى، كذلك هناك معيق آخر وهام وهو الانقسام الذي يلعب دور سيء جدا بالإضافة إلى أن اليأس لدى المواطن هو معيق آخر لأن اليأس ليس كما يعتقد البعض أنه هو ما يدفع إلى المقاومة والاستمرار، بل قد يقود إلى ردود فعل ليس أكثر، وأن ما يدفع للمقاومة هو الأمل وليس اليأس، وهو ما يدفع للمبادرات، بينما اليأس يدفع لردود فعل فقط. وهذه العوامل جميعها تشكل عائقا أمام انتفاضة جديدة'.
وشدد المصري على أنه 'من أجل  التأسيس لانتفاضة يشترط تشكيل جبهة وطنية وبرنامج وعمل لطمأنة المواطن واستعادة الثقة والأمل بجدوى النضال وأن هناك قيادة تكون محط ثقة المواطن على الأرض، ففي الانتفاضة الثانية توفر هذا العامل الهام جدا أي أن الراحل ياسر عرفات ليس فقط أدار الانتفاضة بل هو من قادها ودور القيادة الميدانية المنظمة، وهذا أعطى زخما وثقة وقوة للمواطن'.
وأوضح أنه 'لا نغلق الاحتمالات بالكامل لأن تدحرج وتطور الأحداث قد يقود إلى أبعد مما هو ردود فعل مثل ارتكاب مجزرة قد يقدم عليها الاحتلال أو عملية كبيرة للمقاومة الفلسطينية داخل إسرائيل'.

التفكجي: 'ما يحدث هو إرهاب مستوطنين ولا أفق لانتفاضة ثالثة'

وقال د. خليل التفكجي لـ'عرب 48' في قراءته السريعة إن 'ما يحدث الآن في القدس والضفة الغربية ليس انتفاضة فلسطينية ولا تحمل ملامحها، بل إن ما يحدث هو إرهاب مستوطنين يشمل عمليات حرق المنازل والمزروعات والاعتداء على المقدسات وفرض أجواء الترهيب والقتل، وهناك من جهة أخرى ردود فعل فلسطينية على هذه الجرائم، لكن لا نستطيع القول إنها انتفاضة كما يطرح بعض المحللين الإسرائيليين'.
وأضاف أن 'ما يحدث أيضا هو ناتج عن انسداد الأفق السياسي من خلال فرض سيطرة القوة من الجانب الإسرائيلي في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض ومنع أي تواصل جغرافي وترسيم الحدود من جانب واحد وانسداد أفق لإقامة دولة فلسطينية مستغلة إسرائيل الوضع الفلسطيني المهلهل والوضع العربي المفكك والدولي المنشغل بقضاياه، لذلك يرى الفلسطينيون انسداد الأفق لحل الدولتين مما أدى إلى الرد على إرهاب المستوطنين، لكن الردود لا زالت في إطار الغضب والمبادرات الفردية هنا وهناك لأن الانتفاضة تحتاج إلى مقومات وعوامل أساسية لم تتوفر بعد، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه من اعتداءات المستوطنين وقمع جيش الاحتلال والاعتداءات قد ينفجر الوضع ويحدث الانفجار الكبير خاصة فيما إذا استمرت الاعتداءات على الأقصى والقدس التي قد تكون الشرارة الصغيرة التي ستشعل الانفجار الكبير'.
وأردف أنه 'لا زلنا بعيدين عن اعتبار ما يدور بانتفاضة ثالثة، لكن الاحتمالات مفتوحة وواردة على المدى البعيد فيما إذا تواصلت اعتداءات وسياسة الاحتلال على ما هي الآن وانسداد الأفق السياسي'.

التعليقات