غزة: تزايد عمالة الأطفال بسبب الحصار الإسرائيلي - المصري

ناشط: نشعر أن حقوق الطفل تُداس وأن هذا الطفل الذي ينبغي أن يكون أداة بناء في المجتمع قد يصبح مجرما.. متسولا.. يتلقفه ذئاب الشوارع

غزة: تزايد عمالة الأطفال بسبب الحصار الإسرائيلي - المصري

تزايد كثيرا عدد أطفال غزة الذين دخلوا سوق العمل حيث يكدح الصغار في أماكن توقف السيارات أو في مواقع البناء وغيرها لكسب قوت أسرهم في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي تصل في القطاع المحاصر إلى 43%.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما ويعملون في قطاع غزة تضاعف في السنوات الخمس الأخيرة إلى 9700 طفل.

ويقدر اقتصاديون في القطاع الساحلي الضيق الذي يعيش فيه 1.9 مليون فلسطيني أن العدد الحقيقي للعاملين تحت السن قد يكون ضعف هذا الرقم.

وتخالف زيادة عمالة الأطفال في غزة الاتجاه السائد في العالم. وتقول منظمة العمل الدولية إن عدد الأطفال الذين يعملون على مستوى العالم تراجع بمقدار الثلث منذ عام 2000 فانخفض من 246 مليونا إلى 168 مليونا وإن أكثر من خُمس هذا العدد في أفريقيا جنوب الصحراء.

وفي مرأب بوسط غزة يعمل محمود يازجي البالغ من العمر 16 عاما وطفل آخر يبلغ من العمر 12 عاما لمدة تسع ساعات يوميا.

وقال محمود إنه يكسب ما يعادل 13 دولارا في الأسبوع أما الطفل الأصغر سنا فيحصل على نصف هذا المبلغ.

وأضاف يازجي أنه 'باشتغل عشان أساعده (أبيه) في الدار وأخويا برضه بيشتغل عشان يساعده في الدار. والوضع يعني مش مليح. بدنا ندهن الدار معناش مصاري، بدنا نشتري طابة (كرة) معناش مصاري ..معاناش حاجة يعني. بيكفينيش يعني المصروف اللي بيدوني إياه.'

وأردف الفتى 'والله بداية الشُغل صعب. في الآخر لما يتعلم الواحد بتصير سهلة عليه الأشياء.'

وتفاقمت المصاعب الاقتصادية في قطاع غزة بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل عليه عام 2014 والقيود التي تفرضها إسرائيل ومصر على الحدود وتدمير أنفاق التهريب عبر الحدود مع مصر.

وتقدر الأمم المتحدة أن 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات بينما ارتفعت نسبة البطالة بعدما كانت 35% قبل خمس سنوات.

وقال صبي يعمل في ورشة لتصنيع الأثاث يدعى محمد الكحلوت 'هي مُتعبة بس أنا مُضطر عشان أصرف على أهلي وأبوي مريض ومبيقدرش.. وراتبه مقطوع. ما بيقدرش يتحرك أنا اللي بأشتغل. أنا الكبير وبأشتغل. عشان أطعم أهلي.'

وأضاف الفتى بأسى إنه 'أتمنى أعيش حريتي. أقرأ زي الأولاد وأروح ع مدرستي كل يوم بنفس الدوام ونفسي أكون زي أي طفل وأروح مدرستي وأروح وآجي وألعب كرة مع أصحابي.'

وتدير جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي التي تمولها هولندا مشروعا منذ ثلاث سنوات يهدف إلى إقناع الأسر في غزة بأهمية إعادة أبنائها إلى المدارس.

وقال نعيم الغلبان رئيس مجلس إدارة الجمعية إن 'موضوع عمالة الأطفال يعني أصبح يُشكل بعض الإزعاج وازداد في الآونة الأخيرة بشكل واضح. ربما هذا ليس شيء مفاجئ لأنه ظروف غزة والحصار وما آلت إليه الأمور من بطالة وتراكم للفقر.'

ويزور ممثلو الجمعية منازل الأطفال العاملين الذين يلتقون بهم في الشارع ويدعون الأُسر إلى حضور جلسات إرشاد في مقر الجمعية. وتقوم الجمعية باصطحاب الأطفال في زيارات لكليات غزة حتى يرون المستقبل الذي ربما ينتظرهم إذا عادوا للمدرسة.

وأضاف الغلبان أنه 'نشعر أن حقوق الطفل تُداس وأن هذا الطفل الذي ينبغي أن يكون أداة بناء في المجتمع قد يصبح مجرما.. متسولا.. يتلقفه ذئاب الشوارع.'

اقرأ/ي أيضًا | غزة: 300 فنان يخلدون يوم الأرض بجدارية فلسطين

وأوضح الغلبان إن نحو 50 طفلا عاملا على الأقل عادوا إلى الدراسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة نتيجة لجهود الجمعية.

التعليقات