غزة: "السحّار" يصنع ألوان الرسم من "لا شيء"

مزج الفنان التشكيلي، أحمد السحّار(27 عاما)، بأدوات يدوية بدائية، خليطا من مواد بيضاء وصفراء اللون، مع عدد من المواد الأخرى.

غزة: "السحّار" يصنع ألوان الرسم من "لا شيء"

يمزج الفنان التشكيلي، أحمد السحّار(27 عاما)، بأدوات يدوية بدائية، خليطا من مواد بيضاء وصفراء اللون، مع عدد من المواد الأخرى.

ولعدة دقائق، استمر السحار بتحريك الخليط اللزج جيدا، قبل أن يضيف إليه أربع عبوات صغيرة من اللون الأحمر، ليخرج بمنتج 'ألوان أكريليك'، التي تستخدم في الرسم.

وينتج 'السحار'، عدة أنواع من الألوان والحبر العربي، ويعتبر منتجه، 'أول منتج محلي يصنع في قطاع غزة المحاصر'، كما يقول.

وأضاف 'كانت تجربتي الأولى في صناعة الألوان عام 2011، أنتجت كمية قليلة واستخدمتها في إحدى لوحاتي، وطلبت من عدد من الفنانين استخدامها'.

واستدرك بالقول 'لم تكن التجربة ناجحة تماما، لكنني في عام 2014، ورغم الأدوات البدائية التي أستخدمها وشح العديد من المواد الخام اللازمة لصناعة الألوان، حسنت جودة المنتج، وأصبح له سوقه'.

ولارتفاع أسعار المنتج المستورد، وإعاقة دخوله إلى القطاع في كثير من الأحيان، جراء الحصار الإسرائيلي المستمر، قرر الفنان، أن يساهم في توفير منتج محلي بديل، يساعد زملائه الفنانين التشكيليين بالاستمرار في أعمالهم، وفق قوله.

ويفتقر قطاع غزة لشركات أو مصانع خاصة بتصنيع الألوان، ويعتمد في توفرها بالأسواق، على المنتج المستورد.

ويصنع الشاب الفلسطيني ألوان 'أكريليك، وغواش، وجل أكريليك، وزيتية، ورسم على الزجاج، بالإضافة إلى ألوان مائية وحبر عربي، وصمغ ورقي شفاف'.

واعتمد السحّار، الذي يدرس التربية الفنية في جامعة الأقصى بغزة، في صناعة الألوان على تصفح الإنترنت، وقراءة كتب حول كيفية وطرق الصناعة.

وأضاف 'التجربة والتكرار كان لهما الدور الأبرز في وصول المنتج إلى صورته النهائية'.

وأنتج السحّار 13 درجة لون أساسية، و30 درجة لون فرعية، وينتج شهريًا نحو 500 علبة، يتم بيع معظمها.

ويقول 'التحقت بمشروع 'مبادرون' لريادة الأعمال، التابع للجامعة الإسلامية في غزة، وأتوقع زيادة كمية الإنتاج إلى 1000 عبوة شهريا على أقل تقدير'.

وتقدم الجامعة الإسلامية بغزة سنويا، عبر مشروعها الذي يحمل اسم 'مبادرون'، منحة مالية لأصحاب المشاريع والأفكار الريادية والمبتكرة.

ويواجه السحّار، صعوبات في توفر بعض الخامات المستخدمة في صناعة الألوان، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، منذ منتصف عام 2006، ويحاول الاستعاضة عنها بتصنيعها محليا.

وتابع 'تأخرت في العمل مؤخرا نحو 6 أشهر، بسبب عدم توفر العبوات المناسبة ومحكمة الإغلاق لتعبئة الألوان، وما زلت أواجه بعض المشاكل في ذلك'.

اقرأ/ي أيضًا | غزيّة تهزم البطالة وتزين المنازل بالنايلون المستعمل

وتفرض إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة، منذ منتصف حزيران/يونيو عام 2006، عقب فوز حركة حماس، في الانتخابات البرلمانية.

التعليقات