خليل: طفل؛ حلمه بزرع كلية يتسلق جدران معبر رفح

ساعات طويلة من الانتظار على معبر رفح، الواصل بين غزة والعالم الخارجي، أنهكت جسد الفتى المريض خليل قبلان، وأوقعته أرضا.

خليل: طفل؛ حلمه بزرع كلية يتسلق جدران معبر رفح

(أطفال ينتظرون دورهم في عبور معبر رفح، رويترز)

ساعات طويلة من الانتظار على معبر رفح، الواصل بين غزة والعالم الخارجي، أنهكت جسد الفتى المريض خليل قبلان، وأوقعته أرضا.

قبلان، البالغ من العمر 14 عاما، يعاني من فشل كلوي، ويحتاج لزراعة كلية، تبرع بها والده، وينتظر كما غيره من آلاف المرضى فتح البوابة المصرية، للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

ويبدو أن الفتى المريض، لم يحتمل ساعات الانتظار الطويلة، وارتفاع درجة الحرارة، فأصيب بالإغماء، وهو ما دفع الأطباء في العيادة الملحقة بالمعبر، إلى تقديم الإسعاف له.

وأصيب والدا الفتى وجدته بالهلع على ولدهم المريض، حيث أجهشت أمه بالبكاء، ولم تقبل الحديث.

أما والده سليمان، فوضع يده على جبين ابنه وخاطبه وهو يبكي 'يابا، اصحى، أنت سامعني؟'.

معبر رفح، فجر اليوم الخميس 2 حزيران (رويترز)

وقال وجبينه يتصبب عرقا بفعل الحرارة الشديدة في المكان، 'ابني ولد بكلية واحدة، ويعاني تضخما بها، منذ أن كان في السابعة من العمر'.

وينتظر قبلان وولده خليل، كما غيره من مئات العالقين دورهم في ركوب الحافلات، أو سيارات الإسعاف التي تنقل المرضى أصحاب الحالات الحرجة.

وفتحت السلطات المصرية، أمس الأربعاء، معبر رفح البري، في كلا الاتجاهين، لسفر الحالات الإنسانية في قطاع غزة، وعودة العالقين في الجانب المصري، لمدة أربعة أيام غير متصلة 'فقط'.

ولليوم الثاني تكتظ صالات الانتظار، وتجهيز الحافلات للسفر بمئات المسجلين للسفر، وسط صراخ المرضى من الأطفال وكبار السن.

وفي عيادة معبر رفح، تمدد الفتى قبلان، على ظهر سرير صغير، فيما لم تتمالك جدته نفسها، وأجهشت بالبكاء.

وقالت الجدة إن حفيدها تعرض لرحلة سفر شاقة من أجل الوصول إلى مصر لزارعة كلية له.

وأمام الفتى جلست أمه، التي بدت عاجزة عن الحديث، واكتفت بالبكاء.

وحاول الأب أن يعالج ابنه في داخل مستشفيات الضفة الغربية أو حتى مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال السفر عبر معبر بيت حانون 'إيريز' إلا أنه قوبل برفض السلطات الإسرائيلية لدواعي 'أمنية'، حسب قوله.

معبر رفح الأول من حزيران (رويترز)

واليوم، يقف الفتى قبلان، في انتظار فتح معبر رفح، الذي يحاول اجتيازه منذ أربعة أشهر، ولم يفلح في ذلك.

ويتابع والد الطفل 'أجريت كافة الفحوصات اللازمة، وأنا في طريقي كي أمنح ابني كليتي، حتى يبقى على قيد الحياة'.

ويقول والده وهو يضع يده على رأس نجله المغلق عينيه، فيما جسده النحيف يرتجف، دون أن يعي ما حوله، إنه في حال لم يُغادر اليوم، سيفقد نجله حياته.

واستدرك بالقول 'كفى ألم ومعاناة، انقذوا حياتنا، أطفالنا يموتون أمام بوابة المعابر المصرية والإسرائيلية'.

وتُعتبر بوابة معبر رفح المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة، البالغ تعدادهم حوالي 1.9 مليون نسمة، لكنها في ذات الوقت، تعتبر بوابة ألم ومعاناة دائمة، نتيجة ندرة اقبال السلطات المصرية على فتحها، والازدحام وبطء إجراءات السفر، وعدم يقين المسافرين بإمكانية الوصول إلى الجانب الآخر منه.

وتقول وزارة الداخلية بغزة والتي تديرها حركة حماس إن هناك نحو 30 ألف حالة إنسانية في قطاع غزة، من بينهم أكثر من 4 آلاف مريض بحاجة ماسة للسفر عبر معبر رفح.

اقرأ/ي أيضًا | جدران الخراب... بقايا سينما في غزة

ويربط معبر رفح البري، قطاع غزة بمصر، وتغلقه السلطات المصرية بشكل شبه كامل، منذ تموز/ يوليو 2013 لدواعٍ تصفها بـ'الأمنية'، وتفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية.

التعليقات