طلاب غزة: حين تنتصر الإرادة على الدمار والعدوان

عمّت الفرحة والبهجة منزل طالبة "التوجيهي"، تغريد أمجد نعيم الخيسي، من حي الشجاعية المدمّر، شرقيّ مدينة غزة، لحظة إعلان نتيجتها.

طلاب غزة: حين تنتصر الإرادة على الدمار والعدوان

أطفال غزّة (رويترز)

عمّت الفرحة والبهجة منزل طالبة 'التوجيهي'، تغريد أمجد نعيم الخيسي، من حي الشجاعية المدمّر، شرقيّ مدينة غزة، لحظة إعلان نتيجتها.

فقد حصلت تغريد على معدل 97.9% في الفرع العلمي، رغم المعاناة والألم التي تعيشها جراء هدم آلة الحرب الإسرائيلية بيت عائلتها في الحرب الأخيرة على غزة.

وقالت تغريد، التي تقيم مؤقتًا في بيت عمّها مع أفراد عائلتها، بعدما دمّر الاحتلال منزلهم في حي الشجاعية، 'إرادتي كانت إرادة قوية في الصمود والتحدي والإصرار على تحقيق نتيجة مشرفة في التوجيهي، وهذا ما حصل لي وحققت حلمي'.

ووصفت تغريد شعورها 'بالفرحة العميقة، بصراحة غير قادرة أن أصف شعوري الحقيقي، أنا لحظة سماع النتيجة أغمي عليّ لم أصدق، والحمد لله شكرًا لكل من دعمني وساندني ووقف إلى جانبي...أهلي ومديرة مدرستي ومعلماتي في المدرسة'.

وتابعت: 'الاحتلال هدم بيتنا ولكن لم يهدم إرادتنا في العلم وتحصيل العلامات المشرفة، فرغم وضعنا الصعب وفترة دراستي داخل بيت عمي، الذي يؤوي 25 فردًا من أهلي داخل غرفة واحدة، ورغم المعاناة من استمرار انقطاع التيار الكهربائي ولحظات بكائي غالبية الوقت، إلا أنني كنت مصرّة على الدراسة لأتفوق، والحمد لله'.

وتمنّت تغريد أن تدرس الطب، قائلةً، 'أمنيتي من زمان أن أدرس الطب، لذا أنا سأدرس طب'.

وشدّدت على أن دراسة التوجيهي كانت 'تجربة سهلة وأسهل من السنين الماضية، رغم أنني كنت أشعر بحالة من الخوف والرهبة أحيانًا'.

لكن الإرادة والتحدي اجتمعت مع الطالبة تغريد، بعيد مرور عامين وهي تنتظر مع عائلتها أن يعاد إعمار بيتهم، الذي دمر في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، صيف 2014.

وعبّرت عن أملها أن يتم الإسراع في إعادة بناء منزلهم، والعيش بكرامة داخله، في ظل المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهالي القطاع، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عشر سنوات.

أما أسرة تغريد، التي عاشت لحظات فرح وسعادة بتفوق ابنتهم، فعبرت عن أملها بالنجاح والتفوق لكل طلبة الثانوية العامة، وأن يحالف الحظ من لم يحالفه العام الحالي.

وعلت الزغاريد وامتزجت بدموع الفرح من الطلبة والطالبات وذويهم، بعيد الإعلان عن النتائج، حيث حصد الطلبة في غزة محمود الحداد 99.6 من مدرسة عرفات للموهوبين الثانوية للبنين غربي غزة، وداليا السنوار 99.6، من مدرسة ممدوح صيدم الثانوية للبنات مديرية الوسطى غزة، وأماني شتات 99.6 من مدرسة عرفات للموهوبين الثانوية للبنين غرب غزة المركز الأول في الفرعي العلمي على قطاع غزة والثالث على فلسطين، فيما حصد المرتبة الأولى بفرع العلوم الإنسانية بالقطاع صابرين الشيخ أحمد 99.4 من مدرسة عكا الثانوية للبنات في خانيونس جنوب القطاع.

وعبّر الطلبة المتفوقون عن فرحتهم وسعادتهم بالنتائج التي حصدوها، مؤكدين أنه رغم الظروف الصعبة والحصار وانقطاع الكهرباء في غزة، إلا أن الإرادة كانت قوية في تحصيل النتائج والعلامات المشرفة.

وكان وزير التربية والتعليم العالي، صبري صيدم، أعلن صباح اليوم، الإثنين، نتائج امتحان الثانوية العامة 'التوجيهي' للعام 2016، في مختلف الفروع في كافة محافظات الوطن.

اقرأ/ي أيضًا | مقتل فلسطيني وإصابة آخر في 'احتفالات التوجيهي'

وقال صيدم، خلال مؤتمر صحافي عقد بمدينة رام الله، إن عدد المسجلين في كافة الفروع بلغ 78.585 مشتركًا، وتقدم للامتحان 77.772 مشتركًا، والناجحون 50.284 مشتركا، بنسبة بلغت 64،66% موزعين على كافة الفروع.

التعليقات