27/08/2015 - 21:51

ناشطون لـ"عرب48": عين الحلوة على خطى تل الزعتر واليرموك

لا تزال العائلات تنزح من مخيم عين الحلوة باتجاه المدراس أو أماكن الإقامة المؤقتة والمساجد في صيدا بعد الاشتباكات العنيفة التي عرفتها شوارع مخيم عين الحلوة، بين حركة فتح وتيار الإصلاح من جهة ومقاتلي تنظيم جند الشام من جهة أخرى

ناشطون لـ

حتى اللحظة، لا تزال العائلات تنزح من مخيم عين الحلوة باتجاه المدراس أو أماكن الإقامة المؤقتة والمساجد في صيدا، بعد الاشتباكات العنيفة، التي عرفتها شوارع مخيم عين الحلوة، بين حركة فتح وتيار الإصلاح من جهة ومقاتلي تنظيم جند الشام من جهة أخرى، خلال الأسبوع الماضي وسط تصريحات رسمية لبنانية اكتفت بالدعوة لوقف إطلاق النار، وتخبط كبير يعيشه المدنيون في المخيم والذين يقدر عددهم بأكثر من 120 ألف لاجئ فلسطيني لبناني وفلسطيني سوري.

من هم جند الشام

ظهر تنظيم جند الشام، الذي يوصف بالمتشدد، في مخيم عين الحلوة منذ ما قبل عام 2000. ويقول معاذ خليل، الناشط الحقوقي من المخيم، لـ'عرب 48' ، إن التنظيم لا يضم فلسطينيين فقط، بل إن عناصره ينتمون لجنسيات  مختلفة: 'هناك لبنانيون وتونسيون وشيشان ضمن صفوف التنظيم، الذين يقدر عددهم بأكثر من 400 عنصر، وهم في الأساس لا يتواجدون داخل مخيم عين الحلوة، إلا أن الحواجز العسكرية التي نشرها الجيش اللبناني حول المخيم، جعلتهم ضمنه عمليًا'.

يتواجد عناصر جند الشام الذين يشكلون تحالفا يضم كل من عصبه الانصار وفتح الاسلام وجماعة بلال بدر ضمن منطقة محاذية لمخيم اليرموك تسمى 'التعمير والطوارئ' وهي رسمياً ليست أرضاَ مستأجرة من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا. ويعتبر جند الشام من حيث عقديته وتوجهه وخطابه الديني جزءا من تنظيم قاعدة الجهاد العالمي، فيما يرى آخرون أنه ستعلن في يوم قريب مبايعته لتنظيم داعش في العراق وسوريا.

تمتلك حركة فتح مجموعتين عسكريتين داخل المخيم، الأولى تعرف بمجموعة 'اللينو' نسبة إلى قائد التيار الإصلاحي محمود عيسى، والثانية هي مجموعة اللواء منير المقدح، قائد كتائب شهداء الأقصى. المقدح كان تحدث قبل الاشتباكات الأخيرة، واعتبر أن جند الشام هم 'تكفيريون ولا يمثلون المسلمين ويريدون تدمير المخيم' واعدًا بالتصدي لهم وطردهم من عين الحلوة.

الاشتباك

في يوم السبت 22 آب 2015، أعلنت حركة فتح في عين الحلوة عن محاولة اغتيال فاشلة، تعرض لها القيادي سعيد العرموشي. واتهمت الحركة جند الشام بمحاولة الاغتيال، وما هي إلا ساعات، حتى اندلعت الاشتباكات بين الطرفين طوال ليل السبت وحتى فجر الأحد، حيث أعلن عن وقف لإطلاق النار في المخيم ظل ساريًا حتى مساء يوم الإثنين.

بشكل مفاجئ، يقول الناشط الإعلامي نصار طنجي لـ'عرب 48'، تجددت الاشتباكات في المخيم بعد أن أعلنت فتح عن صدها لهجوم نفذه جند الشام على حواجز لها. الاشتباكات، كانت الأعنف خلال الأسبوع الماضي، واستخدمت فيها قذائف الهاون من عيار 80 ملم للمرة الأولى داخل المخيم. وعليه، يقول طنجي، 'استخدمت حركة فتح مدافع الهاون في المخيم، فيما شاهدنا القنابل المضيئة في سماء عين الحلوة فجر الثلاثاء، كانت الاشتباكات على أشدها تلك الليلة'.

إلى الخارج

يقدر الناشط خليل عدد السكان الذي غادروا المخيم منذ يوم السبت الماضي بأكثر من 2000 شخص، ويقول إن النزوح لا زال مستمرًا ولو بشكل ضعيف قياسا ببداية الأسبوع. وأضاف أن 'مناطق الطوارئ والتعمير والصفصاف قد باتت خالية تمامًا من السكان، بينما مناطق جبل الحليب وحطين باتت بنصف عدد سكانها'.

إزاء الأوضاع السيئة التي يعيشها السكان في المخيم، طالبوا بحل لكل قضيتهم. وبحسب خليل، فإن حملات كثيرة كانت قد طالبت بإخراج كل الفلسطينيين إلى مكان ما آمن في العالم، بدلًا من البقاء في مخيم لا يشهد اشتباكات مسلحة من فترة لأخرى فحسب، بل سوء الواقع الخدماتي والصحي والاقتصادي وانتشار الحواجز حول المخيم، والرقابة الشديدة التي تفرضها السلطات اللبنانية على حركة اللاجئين.

النأي بالنفس

تزامنت الاشتباكات المسلحة في المخيم مع مظاهرات حاشدة تشهدها العاصمة اللبنانية بيروت، ما جعل التركيز الإعلامي المحلي والعربي مشغولًا تمامًا عن نقل أحداث المخيم. كما أن انشغال الحكومة والجيش اللبناني بالحدث السياسي الداخلي والفراغ الرئاسي وتعطيل مجلس النواب في لبنان، جعل من حدث المخيم أمرًا شبه منسي في الحسابات السياسية اللبنانية.

يقول طنجي إن تنظيم جند الشام يريد ضرب حركة فتح في المخيم لا السيطرة عليه، معللًا ذلك، بتوجه جند الشام نحو الحركة الفلسطينية الأكثر تسليحًا في عين الحلوة، فيما يرى خليل ما هو أبعد من ذلك معتبرًا أن الهدف هو إنهاء وجود المخيم بشكل تام.

ويقول خليل إن 'هناك رغبة حقيقية بإنهاء مخيم عين الحلوة كما حدث سابقًا في تل الزعتر ونهر البارد واليوم في اليرموك. الغريب إنهم يتصرفون وحدهم كفلسطينيين داخل المخيم. فهو أرض لبنانية وعلى القوى اللبنانية أن تدافع عنه وليس حركة فتح. فليسألوا الشباب في المخيم ماذا يريدون تمامًا ويتصرفوا بعد ذلك'.

الحصيلة

لم يعلن تنظيم جند الشام عن حصيلة قتلاه في المخيم خلال الأسبوع الماضي، إلا أن قياديًا في حركة فتح قال في تسجيل صوتي، فجر الثلاثاء، إن الحركة تمكنت من إحراق مقار الجند في الطوارئ، وما لبث جند الشام أن أحرق مقر لفتح في حطين في ذات الليلة، لتعلن حركة فتح، يوم أمس الأربعاء، عن مقتل خمسة من عناصرها نتيجة الاشتباكات.

التعليقات