638 محاولة لاغتيال كاسترو... هذه أشهرها

منذ استلامه السلطة، حاولت وكالة الاستخبارات المركزية CIA اغتياله بشتّى الطرق، وأنفقت ساعات لا تُعدّ ولا تُحصى منذ عام 1959 للتخلّص من هذا الكابوس المزعج بالنسبة لهم. وخلال هذه السنوات الكثيرة، وبعد 638 محاولة فاشلة لاغتياله.

638 محاولة لاغتيال كاسترو... هذه أشهرها

(أ.ب)

منذ استلامه السلطة، حاولت وكالة الاستخبارات المركزية CIA اغتياله بشتّى الطرق، وأنفقت ساعات لا تُعدّ ولا تُحصى منذ عام 1959 للتخلّص من هذا الكابوس المزعج بالنسبة لهم. وخلال هذه السنوات الكثيرة، وبعد 638 محاولة فاشلة لاغتياله، مما أدخله موسوعة غينيس كصاحب أكبر رقم قياسي في عدد محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها، توفّي السبت 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

قادت الولايات المتحدة الأميركيّة محاولات الاغتيال الفاشلة عن طريق وكالة الاستخبارات CIA، من خلال التعاون مع بعض معارضي كاسترو الذين تمّ نفيهم أو إبعادهم، ويمكن ملاحظة مدى الكراهية التي تكنّها الولايات المتحدة للقائد الكوبي من خلال تصريحات رؤسائها على مرّ السنين، من آيزنهاور مرورًا بكنيدي وجونسون... وصولًا إلى بوش الأب الذي أعلن أمنيته صراحة بالتخلص من كاسترو واختفائه عن الوجود 'يومًا ما... سيأخذ الربّ فيديل كاسترو'.

نستعرض هنا أبرز محاولات اغتياله:

آل كابوني

عام 1960، تعاونت الـCIA مع مجرمين من المافيا للتخلّص من كاسترو، حيث تمّ التواصل مع 'جوني روسيلي' أحد أشهر رجال العصابات في كوبا، لتجنيد أخطر المجرمين الذين تبحث عنهم دوائر الأمن العالميّة، وهما 'مومو جياكانا' وخليفة 'آل كابوني'، أشهر زعماء المافيا في فترة حكم الدكتاتور باتيستا.

تمّ تسليمهما ستّ حقن من السمّ سريع المفعول، والذي جرى تصنيعه في مختبرات CIA، وتمّ التخطيط للوصول إلى محيط القصر، واستمرت المحاولات طوال أشهر للوصول إلى كاسترو ودسّ السمّ في طعامه ولكن دون نجاح يُذكر.

وفي أبريل 1961، وبعد فشل عملية غزو كوبا والتي عُرفت باسم عملية 'خليج الخنازير'، تمّ إيقاف المحاولات المتكررة لاغتياله عن طريق السمّ، وتمكّنت الـCIA   لاحقًا من استعادة الحقن، حسب ما أظهرت سجلّات الوكالة.

اغتيالات بحرية

بالطبع لن تترك الـCIA  أمرًا كهذا، خاصة وأنّها كانت على علم تام بشغف كاسترو بالغطس قبالة ساحل كوبا، وحبّه للبحار وكلّ ما يتعلّق به من أنشطة رياضيّة، لكن هذه المرّة بدأت وكالة الاستخبارات بالتفكير خارج الصندوق، حيث بدأت باستخدام الرخويات، ومحاولة وضع المتفجرات الشديدة داخل صدفة بحريّة تكفي لاحتواء هذه الكمية، وتلوينها بما يشدّ انتباه كاسترو إليها أثناء رحلة الغطس. ومن المحاولات الأخرى، هي تجهيز بدلة غطس محشوّة بالفطريات السامة، والتي من شأنها إصابته بمرض جلدي مزمن يؤدي إلى وفاته.

سيجار الموت

إحدى المحاولات الخادعة التي استخدمتها الولايات المتحدة، هي حبّ كاسترو الذي لا يخفى على أحد للسيجار، هذا الحبّ الذي لن تفوته أميركا للتخلّص منه، فحينما مرض كاسترو، أعلنت أميركا تخلّيها عن رغبتها بالتخلص من كاسترو، وأثناء مرضه أرسلت له الهدايا من كلّ حدب وصوب، ولكن لم تكن لتمرّ هدية واحدة دون تفتيش دقيق، حيث تمّ تصنيع سيجار شديد الانفجار من قبل قسم الخدمات التقنية في CIA، وكانوا حريصين على أن يتمّ تصنيعها من نفس نوع السيجار الذي يفضله كاسترو، ولكن كالعادة، لم يكونوا محظوظين إذ كان كاسترو قد أقلع عن التدخين بعد تدهور صحته.

منصة بنما

كانت هذه آخر محاولة خطرة لاغتيال كاسترو عام 2000، إذ كان من المقرر زيارة كاسترو لبنما لإلقاء خطاب، وتمّ وضع 90 كيلوغرام من المتفجرات تحت المنصة التي سيلقي كاسترو خطابه عليها، لكن كان الفريق الأمني الخاص بحماية كاسترو حريصًا على تفتيش كلّ شيء بدقّة، حيث تمّ اكتشاف تلك المواد المتفجرة وإلقاء القبض على أربعة رجال.

الأقراص

مع جميع هذه المحاولات الفاشلة، ما تزال الولايات المتحدة على التخلص من هذا العدو العنيد، ففي إحدى المحاولات الفاشلة الأخرى، حاولت وضع أقراص فطرية سامة في قهوته وانتظار نبأ وفاته، وهذا ما لم يحدث أبدًا، إذ لم تنجح هذه الأقراص في الذوبان في المحلول الاختباري قبل إرسالها إلى كوبا.

اقرأ/ي أيضًا | كوبا تبكي آخر 'عمالقة القرن'... القائد فيدل

أدّت هذه المحاولات الكثيرة إلى تغيير نمط حياة كاسترو، حيث اعتاد على المشي وحيدًا في شوارع هافانا، ولكن مع الخطر المحدق به من كلّ الجهات، أخذ كاسترو يتنقل بين 20 منزلًا، مما صعّب المهمّة على مستهدفيه، ليعيش 90 عامًا ويموت على سريره، بعد نجاته من 638 محاولة اغتيال باءت جميعها بالفشل.

 

التعليقات