إخناتون... وقرص الشمس الإله

عاش المصريون فترة طويلة في زمن تعدد الآلهة حتى عهد الفرعون أمنحوتب الرابع 'إخناتون' والذي قاد أول حركة توحيد في العالم القديم، حيث وحّد الآلهة في صورة إله واحد أسماه 'آتون' ورمز له بقرص الشمس المشعة التي ترسل أشعتها بالخير.

إخناتون... وقرص الشمس الإله

كان للجانب الديني أهمية خاصة في الحضارة الفرعونية، حيث عرف قدماء المصريين التوحيد وتقديس الإله، وقدموا إليه القرابين واتبعوا تعليماته، وكانوا أصحاب أول ديانة توحيدية في العالم القديم قادها إخناتون والذي خرج في ثورته الدينية لتوحيد الآلهة في عبادة إله واحد هو 'آتون'، ورمز له بقرص الشمس، ليكون المصري أول إنسان ذي عقيدة موحدة.

عاش المصريون فترة طويلة في زمن تعدد الآلهة حتى عهد الفرعون أمنحوتب الرابع 'إخناتون' والذي قاد أول حركة توحيد في العالم القديم، حيث وحّد الآلهة في صورة إله واحد أسماه 'آتون' ورمز له بقرص الشمس المشعة التي ترسل أشعتها بالخير، كما أطلق على نفسه اسم إخناتون أي المرضي لآتون، فلم يكن 'أمنحتب الرابع' راضيا عن تعدد الآلهة في الديانة المصرية القديمة.

ورأى إخناتون أن جميع الآلهة ليست إلا صورة متعددة لإله واحد، فنادى بعقيدة دينية جديدة تدعو إلى عبادة إله واحد هو 'آتون'، واتخذ له عاصمة جديدة هي 'أخيتاتون' وموقعها تل العمارنة بمحافظة المنيا، في مصر، وذلك لكي يبتعد عن 'طيبة' مقر كهنة الإله 'آمون' الذين كانوا يتمتعون بنفوذ قوي مما أدى لقيامهم بثورة سميت بثورة كهنة آمون، فقام إخناتون باضطهادهم وعمل على محو ذكرى الإله آمون من المعابد والآثار، كما عمل على نشر عبادة آتون في البلاد.

وبحسب ما ذكره علماء المصريات، أنه بعد وفات إخناتون عام 1336 ق.م، جرى التخلي عن الإله الجديد وعادت مصر إلى آلهتها القديمة، وعمل الكهنة على نسيان اسم إخناتون وعقيدته، وبرغم ذلك احتل اسم 'إخناتون' مكانا بارزا بسبب تلك الثورة الدينية التي قام بها ضد تعدد الآلهة.

إخناتون هو الملك أمنحوتب الرابع، عاشر فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ابن الملك أمنحوتب الثالث، ابن الملك تحتمس الرابع، وأمه الملكة تي، وهي من عامة الشعب وليست من السلالة الملكية، وزوجته الملكة نفرتيتي، وتولى إخناتون الحكم بعد وفاة أبيه 'أمنحوتب الثالث' وعمره لا يزيد عن 16 عاما، وحكم مع زوجته الرئيسية نفرتيتي لمدة 17 سنة منذ عام 1369 ق.م، وكان إخناتون مولعا بالفكر والروحانيات والدين، فانشغل بأمور الدين وانصرف عن أمور السياسة والحكم.

أعلن إخناتون الثورة الدينية بشكل رسمي في السنة الخامسة من حكمه، وحارب كهنة معابد آمون وبقية الآلهة، بحيث قام الجيش بتخريب المعابد جميعها ومحوا اسم آمون من على جدرانها ثم فرض إخناتون عبادة ديانة آتون على الشعب وقام ببناء المعابد لإله الشمس، وفي السنة السادسة من حكمه قرر إخناتون بناء مدينة أو عاصمة خاصة به، تنفرد بعبادة الإله آتون وسماها 'أخي  تاتون' وهي بالقرب من محافظة المنيا جنوب مصر، بحيث استطاع إخناتون الإطاحة بدين مصر القديم وأسس الدين الجديد وأسقط جميع الآلهة المتعددة، وثبت ديانة الإله الواحد، إله الشمس آتون، من خلال ثماني عشر سنة من حكمه.

اقرأ/ي أيضًا | 'البوفيه المفتوح'.. اختراع فرعوني

وقد كشفت دراسة علمية أعدها عالم الآثار الألماني، دي لاورج، أن المصريين القدماء كانت ديانتهم هي التوحيد وأنهم آمنوا بوجود الله الواحد الأحد، وأن كلمة أرباب عندهم لم تكن تعني الآلهة ولكن السادة، واعتمدت الدراسة على الآثار التي عثر عليها من العصر الحجري، قبل العصور الفرعونية في منطقة المعادي القديمة، والتي تحدثت عن 'آتم' الإله التام الكامل، الذي لا مثيل له، الأول والآخر الذي لا تدركه الأبصار، وبعدها في العصر الفرعوني وجد تفسير 'نون' وهو باللغة الهيروغليفية الماء الأزلي الذي كان عليه عرش الإله التام، وكذلك ما تم تصويره على المقابر الفرعونية من يوم الحساب والميزان وعقيدة البعث والخلود.

وأوضح لاورج في بحثه أن التسابيح الموجهة لـ”الإله الواحد” كانت تسمع في وادي النيل قبل خمسة آلاف عام قبل 3000 ق.م.

التعليقات