خضرة وسط الجمود... جنة الفلسطيني نخلة

خصّص نخلة شرفة وسطح وجدران منزله الكائن في الطابق الثالث من عمارة سكنية، يشاركه فيها أشقاؤه الثلاثة، لزراعة نحو 70 نوعًا من الورود وشجيرات صغيرة، مستخدما أصص بلاستيكية، وعبوات عصائر، حتى بات المنزل "جنة".

خضرة وسط الجمود... جنة الفلسطيني نخلة

حوّل الفلسطيني رامي نخلة (27 عاماً)، منزله، الواقع وسط مخيم الجلزون للاجئين شمالي رام الله، بالضفة الغربية المحتلة، إلى منظر خلاب يتميّز عمّا حوله من مشاهد عشوائية، وإلى حديقة استثنائية صغيرة، رغم المكان الذي يضيق بساكنيه، كاسرًا جمود الحياة الذي يلف المكان بلوحة فنية طبيعية ألوانها الزهور وريشتها شجيرات خضراء.

حيث خصّص نخلة شرفة وسطح وجدران منزله الكائن في الطابق الثالث من عمارة سكنية، يشاركه فيها أشقاؤه الثلاثة، لزراعة نحو 70 نوعًا من الورود وشجيرات صغيرة، مستخدما أصص بلاستيكية، وعبوات عصائر، حتى بات المنزل 'جنة'، على حد وصفه.

بينما يواصل عمله اليومي في ري وتنظيف أزهاره، يقول تخله، 'الفكرة بدأت منذ أربعة أعوام، بعد زواجي، ويوما بعد يوم تطورت، حتى بات المنزل حديقة تزيّنها الورود والأزهار'. ويشير نخلة إلى المخيم قائلاً 'انظر إلى البيوت المتراصّة من حولنا، لا يوجد مساحة لإنشاء حديقة هنا، هذه المساحة الضيقة، شرفة وسطح المنزل، حوّلتها لحديقة، استمتع بها، تعطيني راحة نفسية وهواءً نقيًا، أمضي يوميا نحو ثلاثة ساعات عمل بها، أرويها واستخدم مبيدات خاصة لمعالجة بعض الأمراض، وأنظفها دون كلل أو ملل'.

ووسط الحديث يبتسم نخلة الذي تعود أصوله لبلدة بيت نبالا المهجرة، والتي تقع قرب مدينة اللد، ويستأنف الحوار ويقول 'في بداية الأمر كانت زوجتي معارضة للفكرة لكنها اليوم تساندي، نجلس معًا وقت المساء نستمتع بهذا الجمال'.

وعبّر عن أمله في وجود قطعة أرض كبيرة أمام منزله، كيّ يحوّلها إلى حديقة أكبر، 'فلا يوجد متسع هنا داخل المخيم، لو كان لدي وساع (مساحة واسعة) لفعلت أكثر من ذلك، الحياة هنا جمود، لا نباتات ولا خضرة في المخيم'.

ويعمل نخلة موظفًا في شركة فلسطينية خاصة، وتصل ساعات عمله اليومي فيها إلى 13 ساعة، لكنه فور عودته إلى المنزل، فإن أول عمل يقوم به هو الاعتناء بحديقته.

وتعرب صابرين نخلة، زوجة رامي، هي الأخرى عن سعادتها بالحديقة، مبينةً 'في البداية كنت أعارض الفكرة، لأن زوجي كان يهتم بالحديقة أكثر منا بصفتنا عائلة، أما اليوم فتبدّل الحال وبت سعيدة جدا، فلقد أصبحت لدي حديقة مميزة، وأضحى بيتي مميزًا عن نظرائه في المخيم'.

اقرأ/ي أيضًا | روبرت دي نيرو: دونالد ترامب... مجرد مجنون

وتضيف الزوجة التي تنظّم وقتها بين مساندة زوجها في العمل بحديقتهم، وبين أعمال البيت اليومية 'مَنْ لا شيء بات لدينا بيت مميز بحديقة غنّاء، وسط كل هذا البناء المكتظ'.

التعليقات