سخنين: أمسية سياسية بمناسبة عام على القائمة المشتركة

بمبادرة من لجنة الوفاق الوطنيّ، وبمناسبة مرور عام على تشكيل القائمة العربيّة المشتركة للكتل البرلمانيّة في الدّاخل الفلسطينيّ، عقدت عصر اليوم الجمعة، أمسية احتفاليّة في قاعة المركز الجماهيريّ في مدينة سخنين.

سخنين: أمسية سياسية بمناسبة عام على القائمة المشتركة

بمبادرة من لجنة الوفاق الوطنيّ، وتحت عنوان 'المشتركة: واقع وتحدّيات وآفاق'، وبمناسبة مرور عام على تشكيل القائمة العربيّة المشتركة للكتل البرلمانيّة في الدّاخل الفلسطينيّ كسابقة في تاريخ العمل السّياسيّ والبرلمانيّ، عقدت عصر اليوم الجمعة، أمسية احتفاليّة في قاعة المركز الجماهيريّ في مدينة سخنين، وذلك بمشاركة ممثّلين عن الأحزاب السّياسيّة و'لجنة الوفاق الوطنيّ' وبمشاركة هزيلة من النّاشطين والمهتمّين.

حضرت القيادة ولم يحضر الشعب

افتتح الكاتب محمّد علي طه الأمسية بهزليّة التّعليق على غياب الحضور الذي لا يتعدّى بضعة عشرات وقال: 'جاءت القيادة ولم يحضر الشّعب'، ووجّه سهام انتقاده للأحزاب السّياسيّة لسوء التّجنيد لإنجاح الأمسية. وتطرّق طه لدور 'لجنة الوفاق'، عارضًا أسباب تشكّل القائمة المشتركة، موضحًا أنّ المطلب كان جماهيريًّا واسعًا وأنّ 'ممثّلي الأحزاب كانت لديهم الرّغبة والمسؤوليّة لتشكيل هذه القائمة التي راهن البعض بأنّها لن تصمد سوى أشهر قليلة، لكنّنا على ثقة أنّ القضيّة القوميّة والوطنيّة ستزيد من التمسّك بفكرة القائمة المشتركة'.

واستعرض رئيس لجنة المتابعة، محمّد بركة، العوامل والأسباب لنشوء القائمة المشتركة واعتبرها إنجازًا تاريخيًّا واصفًا إيّاها على أنّها 'أهمّ ما أنجزته الجماهير العربيّة'.

وأضاف بركة: 'ندعو المحافظة على هذا الإنجاز، وهو ليس خيارًا انتخابيًّا بل إنجازًا إستراتيجيًّا'. وأثنى بركة على دور 'لجنة الوفاق' وموقفها الحاسم في تشكيل القائمة وأشار إلى الإشكاليّات والخلافات الدّاخليّة وإلى أنّ التّوافق لا يعني ألّا خلاف هناك: 'علينا أن نطرح نقاط الخلاف ونقاط الاتّفاق والتّوافق، وهذا لا يمنع أن يكون هناك نقاش ويطرح على الجمهور'.

واختتم بركة بتصريحه: 'من الضّروريّ طرح موضوع الاختلافات وكيفيّة إدارتها'، مطالبًا بتعزيز العمل المشترك بين كافّة مركّبات شعبنا لمواجهة التّحدّيات المتزايدة.


وأكّد رئيس بلديّة سخنين ورئيس اللجنة القطريّة لرؤساء السّلطات المحليّة العربيّة، مازن غنايم، على ضرورة عقد مثل هذا اللقاء رغم غياب الحضور من الجمهور. واعتبر غنايم أنّ المشتركة هي تحقيق حلم ومطلب منذ سنوات طويلة. وتطرّق إلى أهميّة إنجاز القائمة المشتركة 'في ظلّ الاستهداف الشّرس للجماهير العربيّة من تفشّي العنف وسياسة الهدم وقضايا السّكن والبناء والميزانيّات ممّا يفرض تنجيع أدوات عملنا وآليات المواجهة موحَّدين'.

وأضاف غنايم أنّ تنجيع وتعزيز القائمة المشتركة هو أمر في غاية الضّرورة، ويجب أن يكون على سلمّ الأولويّات.

وحول تقييم عمل المشتركة، تحدّث عضو لجنة الوفاق الوطنيّ، بروفسور مصطفى كبها، الذي استعرض المساعي الشّاقّة التي رافقت تشكيل المشتركة: 'بعد تشكيلها، يأتي هذا اللقاء كحاجة ملحّة لمواكبة وتقييم عمل
المشتركة، وكيفيّة تنجيع العمل وتطويره وإدارة الجلسة مع أعضاء القائمة لتقديم مداخلاتهم أمام الحضور'.


أمّا الّنائب أيمن عودة، فقد أثنى على دور لجنة الوفاق مطالبًا مواكبة هذا الدّور إلى جانب المشتركة وقال: 'أجزم أنّ هذه الأقليّة لم تذكر في السّابق إسرائيليًّا  وإقليميًّا وعالميًّا كما ذكرت هذا العام'.

وتطرّق عودة إلى خصوصية الأقليّة القوميّة وإلى سبل كفاح العنصريّة والتّمييز: 'المعادلة الأولى، لن نحصل على المساواة التّامّة دون إنهاء الاحتلال الذي يغذّي الكراهيّة والإقصاء والعنصريّة، وهذا ما يفرض من خلال موقعنا. نستطيع ان نتطوّر تراكميًّا رغم الاحتلال'.

واختتم: 'نحن  في الوقت ذاته لا نستطيع أن نقفز عن مطالب شعبنا في الدّاخل، ومن واجبنا الوطنيّ حمل الهمّ اليوميّ للناس والنّضال ضدّ الاحتلال'.

أمّا النّائب مسعود غنايم، فأكّد على أهميّة مشروع القائمة المشتركة الذي وصفه كمن 'يستحقّ التّضحية'، وأضاف 'علينا  ألّا نحكم منذ الآن، لأن مدّة سنة، ليست بالمدّة الكافية، والقائمة المشتركة هي محطّة من المحطّات التي يجب المضي في تدعيمها وتعزيزها من خلال العمل الوحدويّ'.

وأسهب غنايم عن تجربة المشتركة: 'لا زالت تحت الاختبار، إلّا أنّ هذا هو مشروع الجماهير العربيّة ومطلبها، ونحن يجب أن نواصل لتطوير عمل المشتركة، وسنعود للجمهور ليحكم، المشتركة هي مشروع نضاليّ والمشروع هو أكبر من المشتركة ويجب عدم التّقييم فقط من خلال العمل البرلمانيّ، بل من خلال قدرتنا على التّأثير العامّ وفي قضايانا العامّة وهذه التّجربة تستحقّ أن نتمسّك بها والعمل بكلّ الجديّة لتطويرها'.

أمّا النّائب عن التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ في القائمة المشتركة، د. جمال زحالقة، فقد استعرض باختصار مخاض ولادة المشتركة: 'أهميّة الوقفة اليوم ليست مجرّد طقوس ومراسيم بل تلخيص وتخطيط من خلال المراجعة والتّحليل والاستفادة من الأخطاء. ولادتها لم تكن ولادة سهلة وطبيعيّة في ظلّ السّياسات الحكوميّة والأوضاع الدّاخليّة، أهمّ ممّا يدفع إلى إقامة تحالفات هو أن يشعر كلّ طرف أنّه مستفيد من هذا التّحالف وأن يزيد من وزنه ومكانته وـاثيره السّياسيّ في إطار المصالح المشتركة ومواجهة التّحدّيات في إطار العمل الوحدويّ'.

وأشار د. زحالقة إلى أنّ 'المشترك بيننا في مركّبات المشتركة في العمل البرلمانيّ يصل لأكثر من 95%، وزادت أيضًا من قوّة كلّ حزب وحزب'.

وخلص النّائب زحالقة إلى أنّ الحاجة لبقاء الوحدة هو مطلب ضروريّ ويجب تعزيزه، وأوضح أنّ المواطنين العرب في الدّاخل يجدون راحة أكبر في التّعامل مع القائمة المشتركة بدلاً من التّعامل مع مركّباتها، كلّ على حدة.

التعليقات