أم الحيران: هدم وإخلاء تمهيدا لإقامة قرية يهودية

وقال رئيس اللجنة المحلية في أم الحيران، رائد أبو القيعان لـ"عرب 48" إن "الحكومة الإسرائيلية وأذرعها تستفرد بأهالي أم الحيران وتمارس عليهم ضغوطا كبيرة بهدف إجبارهم على قبول ما تفرضه عليهم".

أم الحيران: هدم وإخلاء تمهيدا لإقامة قرية يهودية

(رويترز)

طرأ تطور خطير على قضية قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف في النقب، في أعقاب نجاح الحراك الشعبي، الأسبوع الماضي، بمنع هدم 15 مبنى وإفشال المخططات الحكومية الهادفة إلى اقتلاع وهدم أم الحيران تمهيدا لإقامة قرية يهودية تحت اسم 'حيران'، تمثل بقيام ابن القرية أحمد أبو القيعان (74 عاما) بهدم المباني الـ15 الخاصة يوم السبت الماضي بعد الاتفاق الذي فرضته الدولة وأُجبر على قبوله، حسبما قال.

وقال رئيس اللجنة المحلية في أم الحيران، رائد أبو القيعان لـ'عرب 48' إن 'الحكومة الإسرائيلية وأذرعها تستفرد بأهالي أم الحيران وتمارس عليهم ضغوطا كبيرة بهدف إجبارهم على قبول ما تفرضه عليهم'.

وأضاف أن 'عدد المباني التي بوشر بهدمها هو 15 مبنى، منها 11 مخصصًا للسكن، وأربع مزارع، وهي أول عملية هدم منذ أن باشرنا نضالنا لمناهضة اقتلاع وهدم أم الحيران تمهيدا لإقامة قرية يهودية باسم حيران'. 

وأكد أبو القيعان أن 'المباشرة بهدم المباني يعطي مؤشرا خطيرا حيث تواصل الشرطة الضغط على الأهالي، وما جرى مع أحمد أبو القيعان أن الدولة أجبرته على التوقيع على الاتفاق ومارست عليه ضغوطا كبيرة'.

يذكر أن الشرطة حضرت عدة مرات خلال الأسبوع الماضي ومارست سياسة التخويف على المسن أحمد أبو القيعان، والذي أكد أن 'الشرطة هددتنا بالإخلاء والاقتلاع من منازلنا وأرضنا، ونحن 40 نفرا نعيش في هذه المباني'.

وتقع قرية عتير- أم الحيران غير المعترف بها بمنطقة وادي عتير شمال شرقي بلدة حورة (على شارع 316) ويقطنها قرابة نحو 2200 نسمة جميعهم من أبناء عشيرة أبو القيعان وذلك ضمن مجمعين منفصلين – عتير وأم الحيران. 

تجدر الإشارة إلى أن أهالي القرية سكنوا حتى النكبة في العام 1948 لسنوات طويلة في أراضيهم الواقعة في منطقة 'وادي زبالة' (وهي اليوم جزء من الأراضي الزراعيّة التابعة لـِ 'كيبوتس شوفال'). في أعقاب النكبة، أمر القائد العسكري أبناء العشيرة بإخلاء أراضيهم والانتقال أولا إلى منطقة 'اللقية' ومن ثم، سنة 1956، هُجروا، للمرة الثانية، إلى موقعهم الحالي في منطقة 'وادي عتير'. منذ ذلك الحين استقر أبناء العشيرة في المنطقة وقاموا بتقسيم الأراضي فيما بينهم والقيام بأعمال البناء المطلوبة للسكن بالمنطقة. بالرغم من هذا، لم تقم الدولة بالاعتراف بالقرية وعليه لم يتم وصلها لشبكات الماء، الكهرباء والصرف الصحي أو توفير أي خدمات أساسية أخرى لسكانها.

منذ العام 2003 تواجه قرية عتير- أم الحيران شبح التهجير بحيث تخطط دولة إسرائيل لهدم القرية بهدف إقامة بلدة يهودية باسم 'حيران' على أنقاض أم الحيران وتوسيع 'غابة يتير'- غابة قام بزرعها الصندوق القومي اليهودي- ومناطق المراعي على أراضي عتير.

ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.

وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.

وتواصل السلطات الإسرائيلية جرائم هدم المنازل العربية في منطقة النقب، بادعاء عدم ترخيصها، في حين يناشد المواطنون العرب في النقب وكافة الأهل في الداخل الفلسطيني كافة المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية زيارة النقب ومشاهدة حجم الجريمة المقترفة بحق أهله.

التعليقات