الشيخ الطوري يدخل السجن

*دخل الشيخ صيّاح الطوري (69 عاما) من قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف إسرائيليا في النقب، جنوبي البلاد، سجن الرملة لقضاء محكوميته بالحبس الفعلي 10 أشهر، صباح اليوم الثلاثاء. *هدم مساكن العراقيب 137 مرة لغاية الآن.

الشيخ الطوري يدخل السجن

صيّاح الطوري، صباح اليوم (عرب 48)

دخل الشيخ صيّاح الطوري (69 عاما) من قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف إسرائيليا في النقب، جنوبي البلاد، سجن الرملة لقضاء محكوميته بالحبس الفعلي 10 أشهر، صباح اليوم الثلاثاء.

وانطلقت مسيرة سيارات من العراقيب برفقة الطوري، ترفع أعلاما ورايات حملت صوره، بمشاركة العديد من سكان قريته وأهالي النقب ونواب عن القائمة المشتركة وشخصيات وقيادات سياسية وجماهيرية من المجتمع العربي، ووصلت المسيرة إلى مدينة رهط وانضم إليها العشرات من الناشطين لتواصل طريقها لسجن الرملة، ونظمت وقفة تضامنية مع الطوري، قبيل دخوله السجن.

وكانت المحكمة العليا قد ردت في تاريخ 21.11.2018 طلب الاستئناف الذي تقدم به شحدة ابن بري، محامي الطوري، وأبقت على عقوبة السجن 10 أشهر وغرامة مالية قدرها 36 ألف شيكل التي فرضتها محكمة الصلح في بئر السبع ضد الطوري.

وأصدرت محكمة الصلح في بئر السبع، في تاريخ 24.12.2017، قرار بسجن الطوري بعد أعوام عديدة من النضال الذي يخوضه أهالي العراقيب في المسار القضائي بالمحاكم الإسرائيلية، فيما يقارب 40 تهمة قضائية نسبت إلى الشيخ الطوري، 19 تهمة منها متعلقة بـ"الاعتداء على أراضي الدولة"، و19 تهمة متعلقة بـ"اقتحام أرض عامة خلافا للقانون الإسرائيلي"، بالإضافة إلى تهمة واحدة متعلقة بـ"خرق أمر قضائي". 

الزبارقة: الشيخ صياح الطوري يدخل السجن بكرامة وشموخ

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة، خلال مشاركته في مسيرة توديع شيخ العراقيب، صياح الطوري، قبل دخوله السجن: "أبو عزيز رمز الصمود والثبات والتشبث في أرض الآباء والأجداد هنا في النقب، يدخل السجن بتهمة الدفاع عن الأرض وحماية الوجود وهذا شرف كبير، فهو يدخل بكرامة مرفوع الهامة وبشموخ وطني نقباوي أصيل وسيخرج كذلك بإذن الله. أبو عزيز حر رغم المعتقل".

وأضاف الزبارقة أن "سلطات الاقتلاع الإسرائيلي هدمت قرية العراقيب 137 مرة خلال 8 سنوات، منذ شنت حملات الهدم والطرد عام 2010 بحق أهلنا في العراقيب، ومنذ ذلك الوقت يقارع الشيخ صياح وأهل بلده جرافات الدمار والخراب ويتصدون لسياسة التهجير، حيث كانوا يبنون قريتهم كل مرة من جديد عقب كل عملية هدم، ويعيشون بأبسط مقومات الحياة رغم كل التحديات، وذلك حفاظا على الأرض والوجود، وهذه أقوى رسالة لحكومة اليمين الفاشي، أننا هنا باقون".

هدم مساكن العراقيب 137 مرة لغاية الآن

وفي سياق متصل، هدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية مساكن قرية العراقيب للمرة الـ137، يوم الخميس الماضي الموافق 20.12.2017.

إلى ذلك، تواصل السلطات الإسرائيلية مخططها هدم عشرات القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، وتشريد سكانها سعيا منها لمصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات، وذلك ضمن مخطط تهويد النقب وتركيز العرب في تجمعات سكنية محدودة، ويأتي هدم العراقيب في الوقت الذي تواصل السلطات الإسرائيلية بناء 4 بلدات استيطانية جديدة بالنقب.

هذا، ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات سكنية بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران وبير هداج.

كما شهدت البلدات العربية في البلاد جرائم هدم بحجة البناء غير المرخص، في الوقت الذي تضع السلطات العراقيل أمام عشرات آلاف المنازل للحصول على التراخيص اللازمة، ولا توفر حلولا لأزمة السكن الخانقة.

التعليقات