"السايكولوجيون العرب": "تعدّديّة الهويات الجنسيّة والجندريّة باتت حقيقة نفسيّة واجتماعيّة"

قالت "رابطة السايكولوجيين العرب" إنّ "تعدّديّة الهويات الجنسيّة والجندريّة باتت حقيقةً نفسيّةً واجتماعيّة ناجزة وإن لم تزل خلافيّة أحيانًا، ومربِكة على الصعيد المعرفيّ والثقافيّ والعاطفيّ".

جانب من تظاهرة في حيفا للمطالبة بحقوق المثليين

قالت "رابطة السايكولوجيين العرب" إنّ "تعدّديّة الهويات الجنسيّة والجندريّة باتت حقيقةً نفسيّةً واجتماعيّة ناجزة وإن لم تزل خلافيّة أحيانًا، ومربِكة على الصعيد المعرفيّ والثقافيّ والعاطفيّ".

جاء ذلك، في بيان، أصدرته الرابطة، مساء يوم السبت، إثر الجدل الذي أُثير حول موضوع التعددية الجنسية والجندريّة في مواقع التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة، ووصل إلى ذروته في "قضيّة طحينة الأرز"، حين قررت صاحبة الشركة، جوليا زهر، التبرع لـ"الأغودا" (جمعيّة المثليين في إسرائيل) "لإقامة خط دافئ" للمثليين والمثليّات العرب، بالإضافة إلى مصادقة الهيئة العامة للكنيست، بالقراءة التمهيدية، الأربعاء الماضي، على مشروع قانون حظر "علاج المثليين" على أيدي خبراء نفسيين.

وذكرت الرابطة أن "تعدّديّة الهويات الجنسيّة والجندريّة باتت حقيقةً (...) في الوقت الذي تشير فيه الأدبيّات النفسيّة بوضوح الى فشل ما يسمّى بـ’العلاج الإصلاحيّ’ وإلى انعكاساته السلبيّة المدمّرة على الصحّة النفسيّة والجسديّة للأفراد".

وأوضحت أنها ترى في القانون المقترح، "تجسيدا لحجر الزاوية في بناء الصحّة النفسيّة، ألا وهو مفهوم الحرّية باعتبارها شرطا لتحقّق إنسانيّة الفرد وسعادتِه ومغزاه الوجوديّ، وحيّزا لاستكشاف وممارسة التوق المتأصّل في النفس البشريّة للحبّ والعِرْفان وللتناغم، المفقود والمنشود في آن، بين النفس والجسد، والمجتمع والكون في تجلّياته ومسّمياته المختلفة".

وقالت إن "الحريّة هي معادِلٌ للمسؤولية عن الذات والدّفاع عن أصالة الكينونة ونقيضٌ للإكراه والتعذيب والنيل من الكرامة الإنسانيّة. لذلك لا يمكن للفعل العلاجيّ أن يكرّس العنف الرمزيّ والنفسيّ المتمثّل بفرض هويات وأنماط حياة على الأفراد والمجموعات".

وأضافت: "لا يمكن للغرفة العلاجيّة إلاّ أن تقترح نفسها مجالا استبصاريّا آمنا للتأملّ في مصائر الكينونة النّفسْجَسديّة للأفراد وفي المآلات الممكنة لسيروراتها النفسيّة والجنسيّة والجندريّة المتعدّدة وفي احتمالات تغريدها الوجوديّ الفريد، والسعيد إن أمكن، خارج السّرْب المكبّل بالإجماع والتّقليد والتشابُه والأحكام المسبَقة".

وتابعت الرابطة: "تحرُّر التعدّدية الجنسيّة الجندريّة من قاموس التوصيف الاضطرابّي والمرضيّ، لا يلغي حقّ المختلفين معها في التعبير عن مواقفهم حيالها دون وصمٍ وذمٍّ للاختلاف. لكنّ الجميع مطالبون بالإصغاء المحبّ والمتفهّم إلى ألم وأمل الأفراد والعائلات، من غيريّات وغيرييّن ومثليّات ومثليّين ومتحولات ومتحوّلين وأخريات وآخرين باحثات وباحثين عن توازن ضروريّ للذات وللحياة دون خوف أو عنف يستنزف حرّيتنا وإنسانيّتنا جميعا، دون استثناء".

وأوضحت الرابطة أنها "تتابع (...) باهتمامٍ بالغ السّجال المجتمعيّ حول قانون آمنع العلاج النفسيّ الإصلاحيّ القسريّ للمثليّين’، واشتقاقا، حول الحرّيات الفرديّة و حقّ الاختلاف في سياق اجتماعيّ وثقافيّ تعدّديّ بشكلٍ عام. هذا السّجال، الصحيّ والهامّ جدا، والذي لا يستثني الزميلات والزملاء الاختصاصييّن النفسيّين والمعالجين النفسيين ومهنيي الصحّة النفسية العرب على اختلاف تخصصاتهم وتوجّهاتهم، يصبّ في صلب الوجود والاجتماع الإنسانيّ ويتواصل بعمق مع مفهوم الصحّة النفسيّة للأفراد والمجموعات".

وجاء في البيان: "تسعى الرّابطة، من موقعها المهنيّ والثقافيّ، إلى المساهمة في إتاحة مساحة رحبة من الحوار المتأنّي حول هذه القضيّة الهامّة والقضايا الأخرى ذات الشأن وذلك من خلال لغة مهنيّة تخاطب العقل والقلب وتتجنّب أي نبرة استعلائيّة أو إقصائيّة أو ترهيبيّة في حقّ أي طرفٍ في النقاش".

اقرأ/ي أيضًا | إنه الجنون... بعينه

التعليقات