يُمنع السكان العرب من قاطني شارع غزة في مدينة يافا من دخول الملاجئ التابعة لكلية يافا، الواقعة في الشارع ذاته، على الرغم من التوجيهات الرسمية الصادرة عن بلدية تل أبيب بضرورة استخدام هذه الملاجئ في حالات الطوارئ.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
ويقوم حراس الكلية بإغلاق البوابات أمام الأهالي خلال الإنذارات، وفي ظل سقوط الصواريخ الإيرانية على المدينة. وبحسب إفادات السكان، يتم توجيههم للدخول إلى موقف سيارات بدلاً من الملجأ التابع للكلية.
ويأتي ذلك رغم أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية صنّفت هذا الموقف كمكان غير ملائم للاستخدام كملجأ والحماية. ورغم أن التعليمات الرسمية تتيح استخدام ملجأ الكلية، إلا أن الحراس يمنعون الأهالي من الدخول إليه.

ويعاني سكان شارع غزة في يافا من غياب الملاجئ الخاصة بسبب الطابع العمراني القديم للمنطقة، مما يدفعهم إلى الاعتماد على الملاجئ العامة، التي تُغلق أمامهم عند الحاجة، وتحديدًا خلال إطلاق صافرات الإنذار.
وفي حديث لـ"عرب 48" مع أحد سكان الحي، قال الشاب كايد حسنين: "تم توجيهنا من قبل البلدية لاستخدام الملاجئ في كلية يافا في حالات الطوارئ، بسبب عدم توفر ملاجئ مخصصة في المنطقة التي نسكن بها. وعندما نتوجه إلى الكلية، نجد أن الحراس يمنعون دخول مركباتنا، كما يُسمح لنا بالدخول فقط عبر بوابة صغيرة إلى ملجأ غير مخصص أصلاً".

وأضاف: "ما يحصل يتكرر منذ عدة أيام، وعند انطلاق صافرات الإنذار، يقوم الحراس بإغلاق البوابات ويمنعوننا من الوصول إلى الملجأ المخصص، ويوجهوننا بدلًا من ذلك إلى ملجأ تم تصنيفه على أنه غير مناسب ولا يوفر الحماية المطلوبة".
وأشار حسنين إلى أن المنطقة تضم عددًا كبيرًا من السكان من مختلف الفئات العمرية، وقال: "الحي متنوع، ويقطنه كبار السن والأطفال والنساء، وعندما تدوي صافرات الإنذار، يُتركون في العراء ولا يُسمح لهم بالدخول إلى الملاجئ المخصصة".

وختم بالقول: "في ظل الظروف الراهنة والحالة الأمنية المعقّدة، نحن بحاجة إلى مكان آمن يحمينا. نطالب الكلية بالسماح لنا بالدخول إلى الملاجئ التي وُجهنا إليها من قبل البلدية، وعدم إغلاقها أمام السكان في حالات الطوارئ".
وحصل موقع "عرب 48" على تعقيب من الكلية الأكاديمية تل أبيب–يافا، قال فيه إنها "ترى أهمية بالغة في الوقوف إلى جانب سكان مدينة يافا، حتى في أوقات الطوارئ".
وأشارت إلى أنها تعمل منذ فترة "بالتعاون مع بلدية تل أبيب–يافا وإدارة يافا، من أجل تهيئة مساحة محصّنة مخصصة لسكان المنطقة داخل الحرم الجامعي".
وشددت الكلية على أن "مسؤولية تحديد وتجهيز وصيانة الملاجئ العامة لا تقع ضمن صلاحياتها، بل هي منوطة ببلدية تل أبيب–يافا والجبهة الداخلية".
وقالت إنها "بادرت من تلقاء نفسها إلى محاولة تقديم المساعدة، وتوجّهت عدة مرات إلى الجهات الرسمية لدفع الموضوع قدمًا".
وأضافت: "حتى الآن، لم تحصل الكلية على مصادقة مهندسي الجبهة الداخلية لاستخدام موقف السيارات التابع لها كمكان محصّن، وذلك بسبب الضغط الكبير الواقع على هذه الجهات نتيجة كثرة المواقع المتضررة في البلاد".
وقالت الكلية إن "الملاجئ داخل الحرم الجامعي تخضع لتعليمات الجبهة الداخلية، وبحسبها فإن الحرم مغلق تمامًا حاليًا، ولا يتواجد فيه أي طلاب أو موظفين، كما يُمنع فيه أي نشاط أو تجمّع".
وأشارت إلى وجود "ثلاثة ملاجئ بلدية نشطة بالقرب من الكلية، تمت المصادقة عليها من قبل بلدية تل أبيب–يافا والجبهة الداخلية، وأقربها يقع على بُعد نحو 400 متر من الحرم الجامعي".
التعليقات