الجليل: ماذا يعرف الشباب عن النكبة؟

يواصل شعبنا العربي الفلسطيني في هذه الأيام، إحياء الذكرى الـ68 للنكبة، في مسعى جاد ومستمر لتعزيز الذاكرة الجماعية والتأكيد على الرواية التاريخية والتمسك بحق العودة.

الجليل: ماذا يعرف الشباب عن النكبة؟

يواصل شعبنا العربي الفلسطيني في هذه الأيام، إحياء الذكرى الـ68 للنكبة، في مسعى جاد ومستمر لتعزيز الذاكرة الجماعية والتأكيد على الرواية التاريخية والتمسك بحق العودة.

ويشهد الداخل الفلسطيني سلسلة من الفعاليات والنشاطات في مختلف القرى المهجرة، في الجليل والمثلث والنقب والساحل، وذلك في إطار معركة زيادة الوعي التي تتصدرها الحركات والأحزاب الوطنية السياسية ومختلف المؤسسات والجمعيات الأهلية ولجنة الدفاع عن حقوق المهجرين، حيث برزت مشاركة متزايدة من أبناء الجيل الجديد في هذه الفعاليات، ما يفند مقولة 'الكبار يموتون والصغار ينسون'.

'عرب 48' رصد آراء بعض الشباب من منطقة الجليل حول ذكرى النكبة الفلسطينية وما يعرفونه عنها.

غسان حسين

وقال غسان حسين، طالب الصف الحادي عشر، من قرية كوكب أبو الهيجاء، إنه 'حقيقة في السابق لم أكن أعرف شيئا عن هذا اليوم، ولكن مؤخرا بدأت أشارك في نشاطات وطنية، شعبية وجماهيرية وآخرها مسيرة العودة بالنقب. أعرف أنه جرى في العام 48 تهجير الشعب الفلسطيني بالقوة بعد ارتكاب مذابح في الكثير من القرى، والبعض تهجر خارج البلاد والبعض الآخر هجر إلى بلدات عربية بالداخل'.

وحول عدد القرى المهجرة، قال إن 'ما أعرفه أنه جرى تدمير أكثر من 500 قرية عربية فلسطينية بهدف إقامة دولة اليهود، وأن إسرائيل لا زالت تتنكر لحقهم والسماح بعودتهم إلى قراهم التي هجّروا منها'.

 فداء نصار

وقالت فداء نصار، طالبة الصف العاشر، من مدينة عرابة، إن، 'الحركة الصهيونية احتلت فلسطين عام 1948 وبالقوة جرى تهجير أصحابها الأصليين خارج حدودها، لقد شردوا أبناء شعبنا الفلسطيني في الدول العربية المحيطة لفلسطين مثل الأردن ولبنان وسوريا وغيرها'.

وحول ماذا يعني لها هذا اليوم؟ قالت إنه 'يوم حزين جدا خاصة للاجئين الذين ينتظرون العودة منذ 68 عاما بالإضافة إلى أن الشعب الفلسطيني لا زال يتعرض للعدوان والقتل ومصادرة أرضه وعدم الاعتراف بحقه بالحرية وإقامة دولة مستقلة له'.

وقال أدهم سعدة، طالب الصف الحادي عشر، من مدينة شفاعمرو، 'أنا ابن قرية ميعار المهجرة، لكن حقيقة لا أعرف الكثير عن النكبة. ما أعرفه بضع معلومات من جدي الذي ولد في ميعار ولا يزال يزور البلدة بشكل دائم، وأشعر أنه في ذكرى النكبة يكون حزين جدا'.

أدهم سعدة

وأضاف أن 'جدي يروي لنا بعض القصص خاصة كيف تم في عام 48 مهاجمة البلدة وتهجير سكانها، منهم من هو الآن خارج البلاد ومنهم من هو بالداخل، وهو يحدثنا عن الألم والعذاب الذي تعرضوا له إبان النكبة، لكن حقيقة أنا لا أشارك بهذه الفعاليات'.

وحول اهتمامات أبناء جيله، قال 'حقيقة ليس الكثير منهم يعرف ويهتم إلا بعض المقربين من الأحزاب الوطنية وعائلات المهجرين'.

وقالت الشابة الناشطة جوان غنايم من مدينة سخنين، إنه 'من الواضح أن النكبة على اختلاف غيرها من المناسبات الوطنية الأخرى تحظى باهتمام أبناء الجيل الصاعد، وألمس أنهم يعرفون أكثر عن النكبة، وذلك يعود لحجم وأهوال النكبة، وكذلك فإنها أصبحت عاما بعد الآخر تكتسب اهتماما ونشاطا ملموسا من الأحزاب والجمعيات ولجنة الدفاع عن المهجرين'.

جوان غنايم

وأضافت أن 'النكبة ليست مجرد حدث تاريخي من الماضي بل هو جرح مفتوح ونزيف دائم للاجئين في الدول العربية ومختلف بقاع العالم، وكذلك للمهجرين في وطنهم بالداخل. النكبة حاضرة في أذهان ووجدان المهجرين واللاجئين خاصة في ظل ما يتعرضون له في الدول العربية اليوم، وعلى كل القوى والفعاليات مواصلة وتكثيف النشاطات لتعزيز الذاكرة في ذهن الأجيال لأن ذلك مرتبط أيضا بتعزيز الثقة والمطالبة بحقوقهم حاضرا ومستقبلا'.

أما يوسف عبد الحليم، طالب الصف التاسع، من بلدة كفر مندا، وعلى خلاف أبناء جيله، قال إن 'الأهل عليهم أن يغنوا ذاكرة أبنائهم حول المناسبات الوطنية، وأنا شخصيا أعرف عن النكبة من أهلي'.

وأضاف أنه 'أعلن عن قيام دولة إسرائيل في عام النكبة 1948 بعد أن انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين، وفي أعقاب وعد بلفور المشؤوم عام 1917 بإقامة دولة لليهود'.

وأكد أن 'ما أعرفه هو أن العصابات الصهيونية شنت عام 48 حملات من التهجير رافقتها جرائم ومذابح ومجازر لترهيب الأهل ودفعهم للهجرة، وبقي هنا من بقي. نحن كفلسطينيين نحيي هذه الذكرى كل عام ونؤكد على مطلبنا العادل بتحقيق حق العودة'.

وحول إذا ما كان أقرانه وأبناء جيله يعرفون عن النكبة، أجاب أن 'أعداد قليلة من أبناء جيلي يعرفون بعض المعلومات عن ذكرى النكبة ويهتون بها'.

اقرأ/ي أيضًا | النكبة مستمرة: مهجرون من النقب يقدسون حق العودة

ما قاله الشباب حري أن يدفع القوى الوطنية والأطر الشعبية إلى العمل على تعميق الوعي الوطني وإثراء حياتهم بالفعاليات والنشاطات الهادفة... فهل ثمة من يسمع ويلبي ذلك؟  

التعليقات