لفتا: قرية مهجرة تواجه مشروع استيلاء جديد على أراضيها

مثلها مثل باقي القرى الفلسطينية.. تعرضت قرية لفتا التي كان يبلغ عدد سكانها 3 الاف نسمة قبل عام 1948 الى التهجير، كما وارتكبت العصابات الصهيونية المسلحة مجزرتين في لفتا – البوابة الغربية للقدس _ كجزء من عملية التطهير العرقي في فلسطين. اما اليوم فتواجه القرية مخططا جديدا للسيطرة كليا على ما تبقى من شواهد هذه القرية.

لفتا: قرية مهجرة تواجه مشروع استيلاء جديد على أراضيها

مثلها مثل باقي القرى الفلسطينية.. تعرضت قرية لفتا التي كان يبلغ عدد سكانها 3 الاف نسمة قبل عام 1948 الى التهجير، كما وارتكبت العصابات الصهيونية المسلحة مجزرتين في لفتا – البوابة الغربية للقدس _  كجزء من عملية التطهير العرقي في فلسطين. اما اليوم فتواجه القرية مخططا جديدا للسيطرة كليا على ما تبقى من شواهد هذه القرية.

نبذة تاريخية عن قرية لفتا

لفتا قرية فلسطينية احتلت عام 1948 تقع غرب وشمال غرب مدينة القدس وعلى ارتفاع 700م عن سطح البحر، تحيط بها قرى المالحة، دير ياسين، عين كارم، قالونيا، بيت اكسا، بيت حانينا، شعفاط، الطور ومدينة القدس.

وتعتبر قرية لفتا تاريخيا كنعانية (2000 ق.م) اذ كان اسمها "نفتوح"، وفي زمن الرومان والبزينطيين تحول اسمها الى "نفتو"، واستعمل العرب والمسلمون اسمها الكنعاني "نفتوح" اما الاحتلال الفرنجي فاسماها "كلبستا"، واما اليوم فهي "لفتا" حسب وثائق المحكمة الشرعية في القدس قبل 800 عام.

عدد اهالي لفتا قبل النكبة كان ما يقارب 3000 نسمة كانوا يقيمون على اكثر من 600 منزل.

اتخذ ابراهيم باشا ابن محمد علي باشا من القرية قاعدة لمحاربة ثورة قاسم الاحمد عام 1834، وقصفها القائد البريطاني الجنرال "اللنبي" مع القرى المجاورة لها خلال هجومه لاحتلال مدينة القدس عام 1917.

وقبل النكبة شاركت لفتا في الثورات والانتفاضات الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والاستيطان الاستعماري للحركة الصهيونية على ارض فلسطين وذلك في اعوام 1929، 1933، 36-1939، 47-1948، حيث قدمت لفتا كغيرها من قرى ومدن فلسطين الشهداء والجرحى والاسرى.

معالم لفتا

1. مسجد لفتا _مسجد سيف الدين_ احد امراء جند صلاح الدين الايوبي، أُقيم على مقامه قبل عام 1235 في منتصف القرية شمال النبعة.

2. عين ماء لفتا _نبع لفتا_ الذي قامت عليه القرية تاريخيا، فمن مائه ارتوى اهالي القرية عبر قرون، ومن مائه ارتوت الجنائن والمزروعات التي كانت مصدر دخل للقرية.

3. المقبرة والتي تقع غرب النبعة بعد انتهاء الجنائن والبساتين، وهي قبور موجودة منذ مئات السنوات.

4. مدرسة لفتا التي بُنيت عام 1929 واشتملت قبل النكبة من الصف الاول حتى السابع، ومازالت قائمة حتى اليوم لكن تحولت مدرسة لليهود في خلة الطرحة – روميما.

5. التراث المعماري لمباني لفتا متعدد الطراز والذي هُدم بمعطمه ابان الاحتلال الصهيوني عام 48.

6. اراضي الشيخ بدر: والتي عليها أُقيم مقر الحكومة الاسرائيلية ومبنى الكنيست، والمتحف الاسرائيلي وبيت هعام والمحطة المركزية للباصات ومباني الامة وجزء من مباني الجامعة العبرية.

لفتا بعد النكبة: النكبة مستمرة

كانت قرية لفتا من القرى الاولى التي اخلتها العصابات الصهيونية عام48 وتم اسكان فيها اليهود الشرقيين من بداية الخمسينات وحتى الاعوام الاولى من الستينات، صُنفت في المخطط التنظيمي لعام 1959 كمحمية طبيعية.

صادر الاحتلال الاسرائيلي في 11\1\1968 مساحات واسعة من اراضي لفتا ضمن المصادرة الكبرى التي شملت 3245دونم، واقامت الحكومة الاسرائيلية عليها مستوطنات جديدة مثل: "رامات اشكول"، "جفعات هتحموشت"، "معلوت دفنا"، "التلة الفرنسية"وغيرها كما تم اقامة المباني الحكومية وفندق "هياة ريجينسي" على الاراضي المصادرة.


وفي 25\1\2008 اعلنت دائرة اراضي اسرائيل عن مشروع رقم 6885 ويحمل اسم "متصبيه نفتوح" على اراضي لفتا المتبقية لبناء 2000 وحدة على 705دونم.

كما ويوجد مخطط اخر استيطاني اخر (مخطط6036) الذي بدأ في وضعه اريئل شارون عندما كان وزيرا للبنى التحتية عام 96-1998، ونُشر في صحيفة القدس في تاريخ 29\7\2004 اعلان بخصوص المخطط للاعتراض، وفي3\10\2004 قدم اهالي لفتا وجمعياتهم في الوطن والشتات اعتراضهم على المخطط وكذلك جمعيات فلسطينية ويهودية الى لجنة الاعتراضات المحلية واللوائية التي رفضت الاعتراض واكتفت بتوصية بموجبها توضع لافتة على المسجد والمقبرة بانهما مكان ديني وليس مكان مقدس.

وفي تاريخ 29\12\2010 طرحت دائرة اراضي اسرائيل اراضي لفتا للبيع في المزاد، لبيع قسائم المخطط وعددها 212 وحدة سكنية في عشر مجموعات، تقام 65 وحدة منها في نواة القرية و142 في السفح الغربي الجنوبي، وحملت القسيمة التي يقع عليها مسجد القرية رقم 216 وعليها سيقام مركز تجاري، وصُنف الموقع حيث تقع المقبرة وتحمل القسيمة رقم 51 كمنطقة عامة، اضافة الى اقامة فندق استجمام ونواة متحف.

وفي 6\3\2011 اعترض اهالي لفتا على المس بقريتهم باي صورة كانت، ضمن اعتراض عام وقع عليه العديد من الجمعيات.

اهالي لفتا ينظمون العديد من النشاطات هذه الايام من اجل مواجهة مخطط 6036 الذي يعتبرونه مخططا سياسيا عدوانيا تهويديا للقرية بتحويلها الى مستعمرة استيطانية يصادر هويتها الفلسطينية ويحرم اهاليها من العودة اليها.

التجمع الطلابي يشارك أهالي لفتا نشاطهم

شارك وفد من اعضاء التجمع الطلابي الديمقراطي يوم الجمعة الماضي نشاط "جمعية لفتا" الذي دعت من خلاله الجمعية للمشاركة مع الاهل لزيارة القرية، حيث تم تنظيم جولة في القرية والشرح عن معالمها وعن المخططات التي تواجهها.

وتم زرع شجرة زيتون كتعبير رمزي على الصمود والبقاء وامل العودة للقرية.

وفي حديث مع ربيع هنداوي احد خريجي الحركة الطلابية للتجمع الطلابي الديمقراطي: "تأتي هذه الزيارة الى قرية لفتا المهجرة كجزء من نشاط التجمع الطلابي الديمقراطي خارج اسوار الجامعة، فنحن نرى اهمية كبرى لدور الطلاب العرب في التحامهم بقضايا شعبنا الفلسطيني عامة.. وقضية لفتا تمثل بالنسبة لنا قضية شعب بأكمله، والزيارة اليوم هي فقط البداية لنشاطات ومشاريع اكبر في المستقبل".

التعليقات