الناصرة: اعتقالات عشوائية... وزعبي: إسرائيل في أزمة

​شهدت مدينة الناصرة حملة اعتقالات عشوائية واسعة في اليومين الأخيرين على خلفية التظاهرة، التي جرت يوم الإثنين المنصرم، بالقرب من شهاب الدين، حيث طالت الاعتقالات نشطاء سياسيين وغيرهم ممن تواجد في المنطقة صدفة.

الناصرة: اعتقالات عشوائية... وزعبي: إسرائيل في أزمة

شهدت مدينة الناصرة حملة اعتقالات عشوائية واسعة في اليومين الأخيرين على خلفية التظاهرة، التي جرت يوم الإثنين المنصرم، بالقرب من شهاب الدين، حيث طالت الاعتقالات نشطاء سياسيين وغيرهم ممن تواجد في المنطقة صدفة، لترهيبهم وثنيهم عن المضي في التظاهر مستقبلاً.

وتأتي هذه الحملة المسعورة استباقا للتظاهرة القطرية التي ستقام يوم غد في النّاصرة، تمام الساعة السادسة عند مفرق البيج فاشن، ومن بين المعتقلين: سكرتير حزب التجمع في النّاصرة، نايف أبو أحمد، شريف علي، أحمد بدوي، زياد سيلاوي، سلام أبو ربيع، أمجد شيخ سليمان، أسماء حمدان ودلال عبد القادر، بالإضافة إلى شاب قاصر.

وفي هذا السياق نوّهت النائبة حنين زعبي، أن 'على شبابنا أن يفهموا بأن هذه خطوات ترهيب وتخويف، وبالتالي مسؤوليتنا الأولى، التي لا تقل عن خطوات النضال الأخرى، هي قطع الطريق على خطوات الترهيب هذه، ويكون ذلك أولًا بعدم الخوف من هذه التحقيقات، أو معرفة حقوقنا أثناء التحقيق وأن لا نخاف، وأن يكون التعامل معهم على أنهم هم الخارجون عن القانون ولسنا نحن، وأن نتعامل بثقة ومشاركة أكبر في المظاهرات، وبشكل خاص مظاهرة الغد، ستكون أكبر جواب نحتاجه في هذا النضال'، متابعةً أن 'الشرطة هي التي تقوم بالإرهاب'.

اقرأ أيضًا | الناصرة: اعتقال سكرتير فرع التجمع على خلفية المواجهات

وتفيد أنه يجب علينا أن نفهم أننا لا نخترق القانون بل على العكس، 'نحن نمارس حقنا القانوني وواجبنا الوطني وقيمتنا الانسانية، ومن يرتكب الجرائم هو من عليه أن يخجل، أي الجيش والشرطة، التي تريد أن تمنعنا من ممارسة أبسط حقوقنا وقمعنا، ولذلك يجب أن يعلم جيلنا الشاب أن هذه استرتيجيّة إسرائيليّة باتت أكثر قوة ومركزية بعد الانتفاضة الثانية، فهم لا يحرموننا فقط من الموارد الطبيعية كالأراضي ومنعنا من التجوال بحريّة أو التمتع بموارد وطننا من التعليم والتقدم والحياة الكريمة، بل حرماننا من النضال وقمعنا وبعد هذا القمع يتم تحويلنا لإرهابيين'.

وأكملت زعبي حديثها بالقول 'لا تكتفي اسرائيل بالتعامل معنا كضحايا ضعفاء بل تجرّمنا، فهي تقمعنا وتحولنا بعد ذلك إلى مجرمين، نحن نستطيع أن ننجح فقط من خلال مواصلة النضال ونجاح مظاهرة الغد وارسال رسالة ضد هذه الاعتقالات الهستيريّة، وليس فقط رسالة ضد الاعتداء على المقدسات والمدنيين'.

وعن هذه الاعتقالات الهستيريّة تعبّر زعبي، عن أن بعض المعتقلين ليس لهم أي دخل في العمل السياسي وهم غير واعين وتكون النتيجة هي توعيتهم، ومن جهة أخرى تعتقل من نشطاء سياسيين مركزيين، فالاعتقالات 'الهستيريّة'، كما وصفتها زعبي، 'تعبّر عن وضع هستيري تعيشه إسرائيل، فالعنصري يستطيع أن يكون عاقلًا، لكن، ما يجري الآن هو اعتقال بسبب رسائل الفيسبوك، وغيرها من ممارسات قمعية تدل على هستيريا إسرائيليّة تضعنا أمام تحدٍ من المثابر والعنيد بشكل أكبر، وعلينا نحن أن نصر ونكون عنيدين في هذا النضال، الذي يتوجب علينا أن نحوله لنضال شعبي واسع'.

ومن جهة أخرى تؤكد الناشطة، وعضو السكرتاريا في تجمع الناصرة، خلود أبو أحمد،  أن لهذه الترهيبات مفعول عكسي، 'حيث تزيد من إصرارنا، كشبّان وشابات، على احتجاجنا بصورة قانونيّة للتعبير عن غضبنا واستيائنا لما يحدث من مساس للبشر والحجر، وهذه الاعتقالات العنصرية، التي تستخدمها الشرطة ضد المتظاهرين أو غيرهم، ممن يفكرون حتى بالتظاهر لا يرهبنا كجيل شاب، بل يؤكد لنا كمية العنصرية والهستيريا التي تجعلهم يتصرفون بخوف'، مردفةً أنّ المعتقلين لم يقوموا بما هو خارج عن نطاق القانون، ونحن نطالب بتحريرهم إلى بيوتهم لأن مكانهم هناك وفي الشوارع والمجتمع، وليس وراء القضبان.

وتشير أبو أحمد أن رسالة الشباب العرب واضحة، وهي رفض الانتهاكات التي تقوم بها السلطات الاسرائيليّة في الأقصى والضفة الغربية وقتل المدنيين الأبرياء، من قِبل الجماعات اليمينيّة المتطرفة، فما يحصل اليوم لا يجب أن يقبل العالم بهِ لأنّه انتهاك لحقوق الانسان قبل كل شيء.

بينما يعرب المحامي المتطوع للمرافعة والدفاع عن المعتقلين، يوسف شلبي، أنّ قسم من الاعتقالات تم بصورة عشوائيّة ولا توجد أدلة بحوزة الشرطة، بل تم الأمر اعتمادًا على معلومات استخباراتيّة، وتأتي تحت هدف واحد وهو ردع وتخويف ومنع الشبان من التظاهر مرةً أخرى، وذلك في سياق المظاهرة القُطرية التي ستُقام يوم غد.

وتؤكد فوزية عبد القادر، والدة المعتقلة دلال عبد القادر، البالغة من العمر 18 عامًا، التي ظهرت على يديها آثار ضرب خلال المحكمة، عشوائيّة هذه الاعتقالات وهمجيتها، فابنتها كانت برفقة خطيبها للتسوق من مجمع بيغ فاشن في الناصرة لشراء الملابس، وكانا يهمان بالمغادرة والعودة إلى المنزل، وقد بقي خطيبها يتحدث مع شخص وتابعت هي بمفردها وقد تم اعتقالها ولم تتواجد في التظاهرة.

وتابعت أنّ ابنتها ليست لها علاقة بالتهم المنسوبة لها، وأنّ الشرطة أخذت تعتقل 'عن جنب وطرف'.

 

 

التعليقات